بازگشت

هيبته و وقاره


و حاكي الامام موسي في هيبته هيبة الانبياء، و بدت في ملامح شكله سيماء الأئمة الطاهرين من آبائه، فما رآه أحد الا هابه، و أكبره، و قد صور مدي هيبته و وقاره أبونؤاس شاعر البلاط العباسي حينما التقي به في الطريق، فاندفع أبونؤاس يقول:



[ صفحه 48]





اذا أبصرتك العين من غير ريبة

و عارض فيك الشك أثبتك القلب



و لو أن ركبا أمموك لقادهم

نسيمك حتي يستدل بك الركب



جعلتك حسبي في أموري كلها

و ما خاب من أضحي و أنت له حسب [1] .



لقد كانت هذه الابيات دفعة من دفعات الروح، و يقظة من يقظات الضمير الحي، فان أبانؤاس الذي قضي أيام حياته في اللهو و المجون، و كان يعيش علي موائد بني العباس، قد انبري الي هذا المديح العاطر في الوقت الذي كان من يمدح فيه أهل البيت ينال العقوبة و السخط، فقد دفعته الي ذلك واقعية الامام و مثاليته التي لاند لها في عصره.

و بهرت أنوار الامام شاعر المعرة أبا العلاء فانطلق في قصيدته التي رثي بها أباأحمد حفيد الامام، يقول:



و يخال موسي جدكم لجلاله

في النفس صاحب سورة الاعراف [2] .



و لم يكن أبوالعلاء يظن بأحد خيرا أو يمدح انسانا الا ان يختبره و يقف علي واقع أمره و قد انتهت اليه انباء الامام موسي و عرف أنه نسخة لا ثاني لها فلذا انطلق مع المادحين و الواصفين.


پاورقي

[1] المناقب 4 / 318.

[2] سقط الزند.