مع بريهة
كان بريهة من أقطاب النصاري و من علمائها النابهين، و كان يطلب الحق و يبغي الهداية فاتصل بجميع الفرق الاسلامية و اخذ يحاججهم فلم يصل الي الهدف الذي يريده، فوصفت له الشيعة و وصف له هشام بن الحكم فقصده و معه مائة عالم من علماء النصاري فلما استقر به المجلس سأله عن أهم المسائل الكلامية و العقائدية فاجابه عنها هشام ثم ارتحلوا جميعا الي التشرف بمقابلة أبي عبدالله (ع) و قبل الالتقاء به اجتمعوا بالامام موسي فقص عليه هشام مناظراته و حديثه مع بريهة فالتفت (ع) الي بريهة قائلا:
- يا بريهة: كيف علمك بكتابك؟
- أنا به عالم.
- كيف ثقتك بتأويله؟
- ما أوثقني بعلمي به!!
فأخذ (ع) يقرأ عليه الانجيل و يرتل عليه فصوله فلما سمع ذلك بريهة آمن بأن دين الاسلام حق و ان الامام من شجرة النبوة فانبري اليه قائلا:
[ صفحه 272]
- اياك كنت اطلب منذ خمسين سنة، أو مثلك!!
ثم انه أسلم و أسلمت معه زوجته و قصدوا جميعا اباعبدالله (ع) فحكي له هشام الحديث و اسلام بريهة علي يد ولده موسي فسر (ع) بذلك والتفت (ع) قائلا له:
«ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم».
وانبري بريهة الي أبي عبدالله قائلا:
- جعلت فداك، اني لكم التوراة و الانجيل و كتب الأنبياء؟!!
- قال هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرأوها، و نقولها كما قالوها: ان الله لا يجعل حجة في أرضه يسئل عن شي ء فيقول: لا أدري.
و لزم بريهة الامام أباعبدالله و صار من خلص أصحابه و لما انتقل الامام (ع) الي دارالخلود اتصل بالامام موسي حتي توفي في عهده [1] .
پاورقي
[1] البحار: (ج 4 ص 147).