بازگشت

جوامع الكلم


وله (ع) كلمات حكمية قد تطرق فيها لبعض الشؤون الأخلاقية و الاجتماعية، زيادة علي ما ذكرناه، و قد آثرنا ذكرها من دون ايضاح او تعليق و هي:

قال (ع): لا تذهب الحشمة بينك و بين أخيك، وابق منها، فان ذهابها ذهاب الحياء.

قال (ع): عونك للضعيف من أفضل الصدقة.

قال (ع): يعرف شدة الجور من حكم به عليه.

قال (ع): تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب العاقل من الجاهل.

قال (ع): لا تصلح المسألة الا في ثلاث: في دم منقطع، أو غرم مثقل، أو حاجة مدقعة.

قال (ع): المؤمن أعز من الجبل، الجبل يستفل بالمعاول، و المؤمن



[ صفحه 276]



لا يستفل دينه بشي ء.

قال (ع): أداء الأمانة و الصدق يجلبان الرزق، و الخيانة و الكذب يجلبان الفقر و النفاق.

و سأله عبيدالله بن اسحاق المدائني فقال له: ان الرجل يراني فيحلف بالله انه يحبني، أفأحلف بالله انه لصادق؟ فقال (ع): امتحن قلبك فان تحبه فاحلف و الا فلا.

قال (ع): من تكلف ما ليس من عمله ضاع عمله، و خاب أمله.

قال (ع): لا خير في العيش الا لمسمع واع او عالم ناطق.

قال (ع): ان صلاحكم من صلاح سلطانكم، و ان السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم، فأحبوا له ما تحبون لانفسكم و اكرهوا له ما تكرهون لانفسكم.

قال (ع): لمحمد بن الفضل: يا محمد كذب سمعك و بصرك عن أخيك و ان شهد عندك خمسون قسامة، و قال لك قولا: فصدقه و كذبهم و لا تذيعن شيئا يشينه.

قال (ع): من دعا قبل الثناء علي الله والصلاة علي النبي (ص) كان كمن رمي بسهم بلا وتر.

قال (ع): افضل العبادة بعد المعرفة انتظار الفرج.

قال (ع): التودد الي الناس نصف العقل.

قال (ع): كثرة الهم تورث الهرم.

قال (ع): العجلة هي الخرق.

قال (ع): قلة العيال أحد اليسارين.

قال (ع): من أحزن والديه فقد عقهما.

قال (ع): الصنيعة لا تكون صنيعة الا عند ذي دين أو حسب،



[ صفحه 277]



والله ينزل المعونة علي قدر المؤنة، و ينزل الصبر علي قدر المصيبة.

قال (ع): اذا كان الجور أغلب من الحق لم يحل لأحد أن يظن بأحد خيرا حتي يعرف ذلك منه.

قال (ع): المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في ايمانه زيد في بلائه

قال (ع): و قد حضر ميتا أنزل في قبره، ان شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، و ان شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره.

قال (ع): اشتدت مؤنة الدين و الدنيا، أما مؤنة الدنيا فانك لا تمد يدك الا وجدت فاجرا قد سبقك اليها، و أما مؤنة الآخرة فانك لا تجد أعوانا يعينونك عليها.

قال (ع): لا تبذل لاخوانك من نفسك ما ضرره عليك أعظم من منفعته لهم.

قال (ع): أخذ أبي بيدي، و قال يا بني: ان ابي محمد بن علي أخذ بيدي، و قال ان أبي علي بن الحسين أخذ بيدي و قال: يا بني: افعل الخير الي كل من طلبه منك فان كان من أهله فقد أصبت موضعه، و ان لم يكن له بأهل كنت أهله، و ان شتمك رجل عن يمنك ثم تحول الي يسارك واعتذر اليك فاقبل منه.

قال (ع): ما أهان الدنيا قوم قط الا هنأهم الله اياها و بارك لهم فيها، و ما أعزها قوم قط الا بغضهم الله اياها.

و ذكر في مجلسه بعض الجبابرة، فقال (ع): أما والله لئن عز بالظلم في الدنيا ليذلن بالعدل في الآخرة.

قال (ع): من أتي الي أخيه مكروها فبنفسه بدأها.

قال (ع): من ولده الفقر أبطره الغني.

قال (ع): ما استسب اثنان الا نحط الأعلي منهما الي المرتبة السفلي.



[ صفحه 278]



قال (ع): المؤمن أخو المؤمن لأمه و أبيه و ان لم يلده أبوه، ملعون من اتهم أخاه، ملعون من لم ينصح لأخيه، ملعون من استأسر لأخيه، ملعون من احتجب عن أخيه، ملعون من اغتاب أخاه.

قال (ع): قلة الوفاء عيب بالمروئة.

قال (ع): المعروف تلو المعروف غل لا يفكه الا مكافأة او شكر.

قال (ع): لو ظهرت الآجال لأفتضحت الآمال.

قال (ع): قلة الشكر تزهد في اصطناع المعروف.

قال (ع): رأس السخاء أداء الأمانة.

قال (ع): من لم يكن له من نفسه واعظ تمكن منه عدوه - يعني به الشيطان -.

قال (ع): المغبون من غبن من عمره ساعة.

قال (ع): من كثر خلقه لم يعرف بشره.

قال (ع): من ترك التماس المعالي لانقطاع رجائه فيها لم ينل جسيما.

قال (ع): أولي العلم بك ما لا يصلح لك العمل الا به، و أوجب العلم عليك ما أنت مسؤول عن العمل به، و ألزم العلم ما دلك علي صلاح قلبك و أظهر لك فساده، و أحمد العلم عاقبة مازاد في عقل العاقل، فلا تشغلن بعلم لا يضرك جهله، و لا تغفلن عن علم يزيد في جهلك تركه.

قال (ع): اياك ان تمنع في طاعة الله فتنفق مثليه في معصية الله.

قال (ع): من تكلم في الله هلك، و من طلب الرياسة هلك، و من دخله العجب هلك.

سأله رجل عن الجواد: فقال (ع): ان لكلامك وجهين. فان كنت تسأل عن المخلوقين، فان الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه. و البخيل من بخل بما افترض الله عليه، و ان كنت تعني الخالق فهو الجواد



[ صفحه 279]



ان أعطي، و هو الجواد ان منع لأنه ان أعطاك أعطاك ما ليس لك و ان منعك منعك ما ليس لك.

قال (ع): ان قوما يصحبون السلطان يتخذهم المؤمنون كهوفا هم الآمنون يوم القيامة.

قال (ع): فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنا المنقطعين عن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج اليه أشد علي ابليس من ألف عابد، لأن العابد همه ذات نفسه فقط، و هذا همه مع ذات نفسه ذوات عباد الله و امائه لينقذهم من يد ابليس و مردته و لذلك هو أفضل عند الله من الف عابد و الف عابد.

قال عبدالله بن يحيي: كتبت الي الامام موسي في دعاء «الحمدلله منتهي علمه» فكتب (ع) لا تقولن: منتهي علمه، فانه ليس لعلمه منتهي ولكن قل: منتهي رضاه.

قال (ع): كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدون.

قال علي بن سويد السائي: سألت أباالحسن الأول عن قول الله عزوجل «و من يتوكل علي الله فهو حسبه» فقال (ع): التوكل علي الله درجات: منها ان تتوكل عليه في أمورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضيا. تعلم أنه لا يألوك الا خيرا و فضلا، و تعلم ان الحكم في ذلك اليه، و تثق به فيها و في غيرها. قال (ع): ان اهل الارض لمرحومون ما تحابوا و أدوا الأمانة و عملوا بالحق.

قال (ع): لا تضيع حق أخيك اتكالا علي ما بينك و بينه فانه ليس بأخ من ضيعت حقه، و لا يكونن أخوك أقوي علي قطيعتك منك علي صلته.



[ صفحه 280]



قال (ع): ان الأنبياء و أولاد الأنبياء و أتباع الأنبياء خصوا بثلاث خصال، السقم في الأبدان، و خوف السلطان و الفقر.

قال (ع) لبعض ولده: لا تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله و طاعته فان الله عزوجل لا يعبد حق عبادته.

قال (ع): ان الله عزوجل يقول: اني لم أغن الغني لكرامة له علي. و لم أفقر الفقير لهوان به علي، و هو مما ابتليت الأغنياء بالفقراء، و لولا الفقراء لم يستوجب الأغنياء الجنة.

قال (ع): اذا لم تستح فاعمل ما شئت.

وحدث العباس بن هلال الشامي قال قلت لأبي الحسن موسي: جعلت فداك ما أعجب الي الناس من يأكل الجشب، و يلبس الخشن و يتخشع؟!! فقال (ع): أما علمت أن يوسف نبي و ابن نبي كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب و يجلس في مجالس آل فرعون فيحكم، فلم يحتج الناس الي لباسه و انما احتاجوا الي قسطه، و انما يحتاج من الامام اذا قال: صدق، و اذا وعد انجز، و اذا حكم عدل، ان الله لم يحرم طعاما و لا شرابا من حلال، انما حرم الحرام قل او كثر، و قد قال الله من حرم زينة الله التي اخرج لعباده و الطيبات من الرزق».

قال موسي بن بكر: سألت أباالحسن (ع) عن الكفر و الشرك أيهما أقدم فقال لي: ما عهدي بك تخاصم، فقلت: امرني هشام بن سالم ان أسألك، فقال لي: الكفر أقدم و هو الجحود قال الله عزوجل: «الا ابليس أبي واستكبر و كان من الكافرين».

قال علي بن سويد: سألت أباالحسن موسي (ع) عن الضعفاء - أي ضعفاء العقيدة - فكتب (ع) لي الضعيف من لم ترفع له حجة، و لم يعرف الاختلاف فاذا عرف الاختلاف فليس بمستضعف.



[ صفحه 281]



قال علي بن سويد: سألت أباالحسن عن العجب الذي يفسد العمل فقال (ع): العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب انه يحسن صنعا، و منها أن يؤمن العبد بربه فيمن علي الله عزوجل، و لله عليه فيه المن.

قال (ع): من طلب هذا الرزق من حله ليعود به علي نفسه و عياله كان كالمجاهد في سبيل الله فان غلب عليه فليستدن علي الله و علي رسوله ما يقوت به عياله فان مات و لم يقضه كان علي الامام قضاؤه فان لم يقضه كان عليه وزره ان الله عزوجل يقول: انما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين، الي قوله تعالي: و الغارمين، و هذا فقير مسكين مغرم.

قال (ع): قال رسول الله (ص): من أفتي الناس بغير علم لعنته ملائكة السماوات و الأرض.

قال (ع): أحسن من الصدق قائله، و خير من الخير فاعله.

قال علي بن جعفر: سألت اخي موسي بن جعفر فقلت له:

- أصلحك الله، أيكون المؤمن بخيلا؟

- نعم.

- أيكون خائنا؟

- لا - و لا يكون كاذبا، ثم قال (ع): ان أبي حدثني عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال: كل خلة يطوي المؤمن عليها ليس الكذب و الخيانة.

و قال (ع): سأل رجل رسول الله (ص) ما حق الوالد علي ولده؟ فقال (ص) لا يسميه باسمه، و لا يمشي بين يديه، و لا يجلس قبله، و لا يستسب له [1] .

قال (ع): قال رسول (ص): من اصبح و هو لا يهم بظلم احد



[ صفحه 282]



غفر الله ما اجترم [2] .

قال (ع): جاء رجل الي رسول الله (ص) فقال له يا رسول الله ما حق ابني هذا؟

فقال (ص): ان تحسن اسمه و أدبه.

قال (ع): نعم المال النخل الراسخات في الوحل المطعمات في المحل.

و نقتصر علي هذا المقدار من جوامع كلماته (ع) وله تراث آخر يتعلق في رد الملحدين و غيرهم و سوف نقدمه عند عرض مشاكل عصره و فيما يلي بعض المصادر التي اقتبسنا منها هذه الكلمات القيمة و هي:

1- الوسائل: لمحمد بن الحسن الحر العاملي

2- من لا يحضره الفقيه: للصدوق محمد بن علي القمي

3- المحاسن: لأبي جعفر احمد بن محمد البرقي

4- اصول الكافي: لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي

5- عيون اخبار الرضا: للصدوق محمد بن علي القمي

6- أعيان الشيعة: للسيد محسن الأمين العاملي

7- ميزان الاعتدال لمحمد بن أحمد الذهبي

8- الاتحاف في حب الاشراف: للشبراوي

9- نور الأبصار: للشبلنجي

10- الاحتجاج: للطبرسي

11- قرب الاسناد: لعبدالله بن جعفر الحميري

12- الوافي: لمحسن القاشاني

13- تأريخ اليعقوبي: لأحمد بن أبي يعقوب المعروف بابن واضح

14- مجموعة ورام: لورام بن أبي فراس

15- تحف العقول: للحسن بن علي

16- نزهة الناظر في تنبيه الخاطر: للحسين بن محمد الحلواني



[ صفحه 285]




پاورقي

[1] أي لا يعمل فعلا يصير سببا لسب الناس الي أبيه.

[2] اجترم: اكتسب.