بازگشت

الضرائب الاضافية


و أمعنت السلطات الاموية في جهد الرعية و ارهاقها، فقد سلبتها جميع مقدراتها و امكانياتها الاقتصادية، و ذلك بما فرضته عليها من الضرائب التي لم يألفها المسلمون، و لم يقرها دينهم، و قد روي المؤرخون ألوانا قاسية من تلك الضرائب و كان من بينها ما يلي:

1- الرسوم علي الصناعات و الحرف [1] .

2- الرسوم: علي من أراد الزواج او يكتب عرضا [2] .

3- الرسوم: علي اجور البيوت [3] .

4- ضريبة النيروز، و أول من سنها معاوية بن أبي سفيان، و قد بلغت عشرة ملايين درهم [4] .

5- الضريبة علي من أسلم [5] و السبب في ذلك شل الحركة الاسلامية و وقف انتشارها.

و المهم في هذه الضرائب الاضافية انها لم تكن محدودة، و انما كان أمرها بيد الولاة و الجباة فهم الذين يقدرونها حسب رغباتهم و ميولهم، و تحدث «بندلي جوزه» عن شدة و طأتها و ثقلها بقوله:



[ صفحه 301]



«انها كانت أشد وطأة من الخراج و الجزية لأنها لم تكن محدودة و لا مستندة الي قاعدة مقبولة بل كان مقدارها يتوقف علي رغبة العمال» [6] و سأل صاحب أخنا بمصر عمرو بن العاص ان يخبره بمقدار ما عليه من الجزية فأجابه ابن العاص:

«لو أعطيتني من الارض الي السقف ما أخبرتك ما عليك انما أنتم خزانة لنا ان كثر علينا كثرنا عليكم، و ان خفف عنا خففنا عنكم» [7] .

و ليس في مفاهيم الظلم الاجتماعي اكثر من هذا الظلم و لا أشد وطأة منه علي المجتمع الانساني فالشعوب خزانة لهؤلاء الحاكمين أو بستان لهم - علي حد تعبير ابن العاص - و قال معاوية: «الأرض لله و أنا خليفة الله فما آخذ من مال الله فهو لي و ما تركته كان جائزا لي».

ان هذه السياسة النكراء قد أثارت سخط المجتمع و الهبت العواطف و المشاعر بروح الثورة، و النضال علي قلب ذلك الحكم و ازالة وجوده و آثاره.


پاورقي

[1] تأريخ الحركات الفكرية في الاسلام (ص 42).

[2] الطبري 8 / 129، تأريخ ابن الأثير 5 / 23.

[3] الوزراء و الكتاب (ص 24).

[4] الحركات الفكرية في الاسلام (ص 42): تأريخ التمدن الاسلامي 2 / 22.

[5] التمدن الاسلامي 2 / 21.

[6] الحركات الفكرية (ص 42).

[7] تأريخ التمدن الاسلامي 4 / 79 - 80.