بازگشت

اضطهاد الذميين


و قضي الاسلام في تشريعه الرائع الاصيل باحترام كافة الأديان، و ضمان كرامة ابنائها، و منحهم الحرية التامة فلهم أن يتمتعوا بجميع ما يتمتع به المسلمون من الحقوق ماداموا داخلين في ذمة الاسلام.

انه ليس من الاسلام ان يضطهد أي انسان مهما كانت ميوله و معتقداته ما لم يحدث فتنة أو فسادا في الأرض، يقول الامام اميرالمؤمنين (ع) رائد العدالة الكبري في عهده الدولي: «الناس صنفان اما أخ لك في الدين أو شببه لك في الخلق».

لقد تبني الاسلام بصورة ايجابية شعار العدالة و الحرية و المساواة بين جميع الناس في ضمن اطارها الاسلامي، ولكن السياسة الاموية في جميع مخططاتها قد حملت معول الهدم علي ما تبناه الاسلام في ميادين الاصلاح الاجتماعي فعاملت الذميين معاملة قاسية لا تتفق مع روح الاسلام و هديه، فقد روي المؤرخون أن اسامة بن زيد التنوخي، القائم بأمر الخراج من قبل يزيد بن عبدالملك قد اوقع بالذميين و ارهقهم فأخذ أموالهم، و وسم أيديهم [1] و فرض عبدالعزيز بن مروان الجزية علي الرهبان، و هي أول جزية أخذت منهم [2] .



[ صفحه 309]



ان جور الأمويين و ظلمهم قد عم جميع المواطنين، و لم يقتصر علي المسلمين الأمر الذي أوجب شيوع الحقد و الكراهية عند جميع الناس لحكمهم.


پاورقي

[1] خطط المقريزي 4 / 395.

[2] نفس المصدر.