بازگشت

مركز الثورة


وانعقدت في يثرب الدعوة الي الثورة علي الحكم الأموي، و بعد اغتيال أبي هاشم انتقلت الي الحميمة ببلقاء الشام فصارت مركز الدعوة فبها كانت توضع المخططات، و تصمم المناهج الثورية و ترسل الي الدعاة في الكوفة التي هي الوطن الأم للدعوة العلوية، و ترسل ايضا الي الدعاة في خراسان التي عرفت بالنصب و العداء للامويين بسبب اضطهادهم للفرس و لميلهم الي التشيع.

و قد ارسلت الدعاة الي خراسان في زي التجار فقاموا ينشرون مساوي ء الحكم الأموي، و يذكر ما حل بأهل البيت من الخطوب و النكبات، و قد



[ صفحه 323]



استجاب الخراسانيون للدعوة وانضموا اليها [1] و قد وصف خراسان محمد ابن علي للدعاة و أكد عليهم ببذل المزيد من النشاط فيها قائلا لهم:

«عليكم بخراسان فان هناك العدد الكثير، و الجلد الظاهر، و هناك صدور سليمة، و قلوب فارغة لم تتقسمها الأهواء، و لم تتوزعها النحل، و هم جند لهم أبدان و أجسام و مناكب و كواهل و أصوات هائلة... و بعد فاني أتفاءل الي المشرق، و الي مطلع سراج الدنيا و مصباح الخلق..» [2] .

و بذل الدعاة المزيد من نشاطهم في خراسان حتي تبلورت فيها الدعوة و قامت علي سوقها عبلة الذراع مفتولة الساعد فقد تفاني الخراسانيون في حمايتها و صيانتها، واعتقدوا جازمين انها تقوم بحمايتهم من جور الأمويين و استغلالهم.


پاورقي

[1] الفخري (ص 122 - 123).

[2] احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم (ص 293 - 294).