بازگشت

مؤتمر الأبواء


و عقد الهاشميون مؤتمرا لهم في الأبواء تداولوا فيه شؤون الدعوة، و تعيين المرشح للخلافة من بينهم، و قد حضره كل من ابراهيم الامام، والسفاح، والمنصور، و صالح بن علي، و عبدالله بن الحسن، و ابناه محمد و ابراهيم و محمد بن عبدالله بن عمرو، و غيرهم، و قام فيهم صالح بن علي خطيبا فقال: «انكم القوم الذين تمتد أعين الناس اليهم فقد جمعكم الله في هذا الموضع فاجتمعوا علي بيعة أحدكم، فتفرقوا في الآفاق، وادعوا الله، لعل الله أن يفتح عليكم و ينصركم..»



[ صفحه 324]



فانبري أبوجعفر المنصور فقال:

«لأي شي ء تخدعون أنفسكم. والله لقد علمتم ما الناس أميل أعناقا و لا أسرع اجابة منهم الي هذا الفتي - و أشار بيده الي محمد بن عبدالله بن الحسن -..»

فانطلقوا جميعا يؤيدون مقالته قائلين:

«صدقت، انا لنعلم هذا»

و قاموا فبايعوا محمدا، و بايعه ابراهيم الامام، والمنصور والسفاح و سائر من حضر ذلك الاجتماع [1] .

و لم يف العباسيون بهذه البيعة فقد خانوا بعهدهم، و نقضوا ميثاقهم فأخذوا يعملون بالخفاء لانفسهم فأفهموا الدعاة بذلك، و أوصوهم بالسر و الكتمان خوفا من انتفاضة العلويين عليهم، و عدم استجابة الناس لهم اذ لم تكن لهم أي ركيزة اجتماعية، و لم يكن لهم تأريخ ناصع، فلذا أوصوا الدعاة بالكتمان، و أمروهم بأن يدعوا الناس للرضا من آل محمد.

و علي أي حال فقد اتخذ العباسيون الدعوة الي العلويين شعارا لهم لينالوا ثقة الأمة، و يكسبوا ود أهل البيت و عطفهم.


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين (ص 256).