بازگشت

وصية ابراهيم لأبي مسلم


و أوصي ابراهيم الامام غلامه بهذه الوصية الحافلة بالأثم و المنكر و الخروج عن الدين فقد جاء فيها:

«يا عبدالرحمن، انك منا أهل البيت فاحفظ وصيتي: انظر هذا الحي من اليمن، فأكرمهم وحل بين ظهرانيهم، فان الله لا يتم هذا الأمر الا بهم. وانظر هذا الحي من ربيعة، فاتهمهم في أمرهم. وانظر هذا الحي من مضر، فانهم العدو القريب الدار. فاقتل من شككت في أمره و من وقع في نفسك منه شي ء. و ان استطعت أن لا تدع بخراسان من يتكلم



[ صفحه 326]



بالعربية فافعل. فأيما غلام بلغ خمسة أشبار فاقتله..» [1] .

و ان صحت هذه الوصية فانها تدل علي أن الرجل لا عهد له بالمثل الانسانية، و لا علاقة له بالاسلام الذي احتاط بالدماء و حرم سفكها بغير حق.

لقد أخذ أبومسلم بوصية ابراهيم فأسرف في اراقة الدماء، و انتهاك الحرمات، فقتل ستمائة الف عربي بالسيف صبرا عدا من قتل في الحرب - حسب ما نص عليه المؤرخون - فأشاع الحزن و الحداد و الثكل في بلاد المسلمين، و هو أمر لا يقدم عليه من كانت له أي نزعة دينية أو انسانية


پاورقي

[1] تأريخ ابن الأثير 4 / 295.