بازگشت

في خراسان


و بعد أن تم ترشيح أبي مسلم زعيما للقيادة العسكرية من بني العباس توجه من فوره الي خراسان ليقود المناضلين الي ساحة الحرب للاجهاز علي الحكم الأموي، و حين وصوله التقي بالدعاة و الزعماء فخطب فيهم قائلا:

«اشعروا قلوبكم الجرأة فانها من أسباب الظفر، واكثروا ذكر الضغائن فانها تبعث علي الاقدام، والزموا الطاعة فانها حصن المحارب...» [1] .

و أخذ ينظم الحركة تنظيما رائعا دقيقا، يصور للناس فساد الحكم الأموي و ما يسومهم به من الظلم و الارهاق، و انه سوف ينشر العدل و الدعة و الرفاهية فيما بينهم حتي استجابت له القلوب و رحبت به جماهير الخراسانيين والتفوا حوله، و بذلك فقد تكونت النواة الأولي لجيوش بني العباس.



[ صفحه 327]



والشي ء الوحيد الذي استطاع أن يحرز به أبومسلم النصر، و يتغلب به علي الاحداث هو استغلاله للعصبية القبلية في خراسان فقد كان اليمانيون مع خلاف مع المضريين، و اخذ أبومسلم يغذي هذه الظاهرة العدائية، و يوقدها. فكلما أوشك شملهم ان يجتمع علي حربه أوغر صدور طائفة علي الأخري، و أثار الموتور بطلب الثأر من واتره، و بذلك فقد شغلهم عن مناجزته حتي تم له الأمر.


پاورقي

[1] العقد الفريد 1 / 158.