بازگشت

في مكة والمدينة


و قتل داود بن علي جماعة منهم بمكة و المدينة، و قد انشده ابراهيم بن هرمة أبياتا يحفزه فيها علي الاستمرار في تتبعهم و القضاء عليهم قائلا:



فلاعفا الله عن مروان مظلمة

و لا أمية بئس المجلس البادي



كانوا كعاد فأمسي الله أهلكهم

بمثل ما أهلك الغاوين من عاد



فلن يكذبني من هاشم أحد

فيما أقول و لو أكثرت تعدادي [1] .



و قد تأسف الشيخ محمد الخضري علي ما صنعه بهم داود بن علي فقال: «حتي لم يبق منهم احدا ارضاء لشهوة الانتقام التي تمسكت في قلوب بني العباس و لم تخجلهم تلك الوحشية القاسية..» [2] .

لقد تأسف الخضري علي مقتل الأمويين و لم يأسف علي ما فعلوه بعترة النبي الأعظم من القتل والسبي، و بما انزلوه بأحرار المسلمين من التنكيل و الارهاق و التعذيب و غير ذلك من الفضائع و الفضائح، و كان من المحتم ان يلاقوا ذلك، فقد كتب الله علي الظالمين اللعنة و الخزي، و أجري في قضائه انه لابد أن يلاقوا مصيرهم الحافل بالخسران و سوء المصير، ولكن الخضري لا ينظر الي الواقع الا بمنظار أسود، قد أكلت العصبية قلبه، فهام بحب اسياده الأمويين فبكي لحالهم و تألم علي مصيرهم.


پاورقي

[1] مختصر تأريخ الخلفاء (ص 4).

[2] المحاضرات: (ص 49).