بازگشت

الشح علي الأصدقاء


و كان المنصور ضنينا بالمال علي نفسه و اصدقائه فلم يجد بشي ء عليهم و لم يفكر في صلتهم، فقد كان له زميل أيام فقره و فاقته و هو الوضين بن عطاء، فاستدعاه حينما استولي علي دست الحكم فلما مثل عنده أخذ يسأله عن حاله و شؤونه قائلا له:

«يا أباعبدالله ما مالك»؟

- الخير الذي يعرفه أميرالمؤمنين.

- ما عيالك؟

- ثلاث بنات و امرأة و خادم لهن.

- اربع في بيتك؟

- نعم.

و أخذ يردد ذلك عليه و يستفهم عن كمية عياله حتي اعتقد الوضين انه سيصله و يمنحه العطاء، ثم انه رفع رأسه اليه بعد تفكير طويل قائلا:

«أنت أيسر العرب، أربع مغازل يدرن في بيتك!! [1] .

بهذه الكيفية المخجلة كانت نفسه الوضيعة التي تسربلت بالبخل و اللؤم فليس فيها بصيص من نور الرأفة و الرحمة.


پاورقي

[1] عصر المأمون: (ج 1 ص 294).