بازگشت

مع الفقيه ابن السمان


و كان الفقيه ازهر السمان صديقا للمنصور قبل أن يلي الخلافة، فلما



[ صفحه 367]



صارت اليه قصده، فقال له المنصور:

- ما حاجتك؟

- علي دين أربعة آلاف درهم، و داري مستهدمة، و ابني يريد البناء بأهله.

فأمر له بمبلغ من المال، و نهاه عن المجي ء اليه فقال له:

- لا تأتنا طالب حاجة بعد هذا.

- افعل.

و مضت اشهر معدودة فعاد ابن السمان اليه فنظر اليه المنصور بنظرات تقطر غيظا و قال له:

- ما جاء بك؟

- لم اجي ء طالب حاجة، ولكن مسلما.

- أظنك أتيتنا لما أتيتنا له في المرة الاولي.. لا تأتنا طالب حاجة، و لا مسلما و أمر له بصلة.

و خرج ابن السمان، ولكنه لم يلبث ان عاد اليه ثالثة، فقال له المنصور:

- ما جاء بك؟

- لم آت طالب حاجة، و لا مسلما، ولكن دعاء سمعته منك قبلا أحببت ان آخذه عنك.

- لا تأخذه فانه غير مستجاب، لأني قد دعوت الله ان يريحني من خلقتك فلم يفعل، و صرفه و لم يعطه شيئا [1] .


پاورقي

[1] الطبري: احداث سنة 158 ه.