بازگشت

مع عماله


و قابل المنصور عماله بمزيد من الحرمان و الضيق، و قد ذكر المؤرخون



[ صفحه 368]



بوادر كثيرة من عسفه معهم، فقد رووا انه ولي رجلا عملا في ناحية فأتمه، و دخل عليه فقدم له الحساب، و قام لينصرف فقال له المنصور:

- أشركتك في أمانتي، و وليتك فيئا من في ء المسلمين فخنته.

- أعيذك بالله يا اميرالمؤمنين ما صحبني من ذلك شي ء الا درهم في كمي، صررته لكي اكتري به بغلا يوصلني عيالي، فادخل بيتي، و ليس معي شي ء من مال الله، و لا مالك.

فقال له المنصور: ما أظنك الا صادقا، هلم درهمنا فأخذه منه و وضعه تحت لبده [1] .

و رفع اليه عامله زياد بن عبدالله الحارثي رسالة يسأله فيها الزيادة في عطائه، و كانت الرسالة في منتهي البلاغة و الفصاحة فأعجب بها المنصور، و وقع عليها:

«ان الغني و البلاغة اذا اجتمعا في رجل ابطراه، و اميرالمؤمنين يشفق عليك من ذلك فاكتف بالبلاغة» [2] .

لقد انتهي المنصور في بخله الي حضيض من الشح و اللؤم ماله من قرار فكان به من سيئات الدنيا و مساوي ء الملوك.


پاورقي

[1] الطبري.

[2] تأريخ الخلفاء: (ص 267).