اسباب حرصه
ان هذا البخل البالغ حد الافراط في نفس المنصور ناشي ء عن خبث ذاته و خسة طبعه، و عدم ايمانه بالله.
و تحدث المنصور أمام حاشيته و خواصه عن الاسباب التي دعته ان
[ صفحه 369]
يمعن في افقار الرعية، والضيق عليها قائلا:
صدق ابن الاعرابي حيث يقول: «اجع كلبك يتبعك».
فانبري اليه أبوالعباس الطوسي فرد عليه قائلا:
«يا أميرالمؤمنين أخشي ان يلوح له غيرك برغيف فيتبعه و يدعك» [1] .
حفنة من التراب علي المنصور و علي كل حاكم يستهين بحقوق الشعب لقد جعل الطاغية الجبار اخضاع الشعب منحصرا في جوعه وفاقته لا بنشر العدل و الرفاهية بين ابنائه.
و تحدث المنصور عن الاسباب التي دعته الي احتكار الاموال الضخمة في خزائنه من دون ان ينفق منها شيئا علي المصالح العامة فقال:
«من قل ماله قل رجاله، و من قل رجاله قوي عليه عدوه، و من قوي عليه عدوه اتضع ملكه، و من اتضع ملكه استبيح حماه..» [2] .
و هكذا كانت فكرته الخاطئة مبنية علي ادخار الأموال، و عدم انفاقها علي المسلمين.. انه من دون شك من ابرز من عناهم الله تعالي بقوله: «والذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون» [3] .
[ صفحه 370]
پاورقي
[1] عصر المأمون 1 / 93.
[2] تأريخ اليعقوبي 3 / 121.
[3] سورة التوبة آية: 34 و 35.