بازگشت

عبدالله بن علي


واعطي المنصور عمه عبدالله بن علي أمانا بأن لا يفتك به بعد ما ثار عليه، ولكنه خاس بعهده، فقد دعا ولي عهده عيسي بن موسي، و قال له: خذ اليك عبدالله بن علي ريثما أعود من مكة، و لا تثقل عليه، فانه عمي و أخو الحاضرين من شيوخ آل بيتك، ثم دعاه سرا و قال له: يا عيسي ان هذا أراد أن يزيل الخلافة عني و عنك، و انت ولي عهدي، والخلافة صائرة اليك، فخذه واضرب عنقه و اياك ان تخور و تضعف، فتنقض علي أمري الذي دبرت ثم مضي الي الحج [1] .

و شاور عيسي بن موسي كاتبه يونس بن أبي فروة و أخبره بالأمر، فقال له يونس:

«ان هذا الرجل قد دفع اليك عمه علنا أمام ذويه، و أوصاك سرا بقتله، فهو يريد ان يقتله علي يدك، ثم يقيدك به فيقتلك، و الرأي أن تستره في منزلك فلا تطلع علي أمره أحدا، و ترسل الي المنصور انك قد قتلته، فان طالبك به علانية دفعته علانية، و اياك أن تأتي به سرا» [2] .

و فعل عيسي ذلك، وشاع بين العباسيين أنه قد قتله، و لما عاد المنصور من مكة، توافد عليه بنوالعباس، و كلموه في شأن عمه، فقال لهم: اني اعطيته أمامكم الي ولي عهدي، و أوصيته به و قد سألته فقال قد مات: و دعا بعيسي فلما مثل عنده صاح به:

- لم قتلت عمي؟



[ صفحه 374]



- أنت أمرتني بقتله

- لم آمرك بذلك

- هذا كتابك الي فيه

- لم اكتبه

و لما رأي الجد من المنصور خاف علي نفسه، فقال له: هو عندي فقال: ادفعه الي أبي الأزهر المهلب بن أبي عيسي، فلم يزل عنده محبوسا ثم أمره بقتله، فدخل عليه، و معه جارية فبدأ بعبدالله فخنقه حتي مات ثم مده علي الفراش، وانعطف علي الجارية ليقتلها، فقالت له:

«يا عبدالله قتلة غير هذه القتلة؟»

فأشاح بوجهه عنها، ثم أمربها فخنقت، و وضعها معه علي الفراش و أدخلت يدها تحت جنبه، ويده تحت جنبها كالمعتنقين، ثم أمر بالبيت فهدم عليهما و أحضر القاضي ابن علام مع جماعة للاطلاع علي الأمر، و أخرجت الجثتان فدفنتا في مقرهما الاخير [3] .


پاورقي

[1] الطبري: 6 / 266.

[2] الطبري:.

[3] مروج الذهب: 3 / 230.