بازگشت

محمد بن أبي العباس


واتخذ المنصور طبيبا نصرانيا استعان به علي قتل من لا يحب أن يتجاهر بقتله، و كان الطبيب فظا غليظ القلب، قد اغتال جملة من الابرياء في و صفاته الطبية حسب أمر المنصور له، و ممن اغتالهم محمد بن أبي العباس فقد أوعز اليه المنصور بذلك فصنع له سما قاتلا، وانتظر علة تحدث فيه فعرضت له حرارة في بدنه، فراجعه، فأعطاه ذلك السم فلما تناوله تقطعت أمعاؤه، و هلك من فوره، فرفعت أمه شكواها الي المنصور، فأمر بضربه



[ صفحه 375]



ثلاثين سوطا، و سجنه أياما، ثم اطلق سراحه، و وهبه ثلاثمائة دينار.

هذه بعض اغتيالات المنصور و هي تدل علي نفس شريرة لا عهد لها بالعفو و الرحمة، فقد كان بامكانه ان يقابلهم بالاحسان، و يجعلهم تحت الرقابة ان خاف منهم الخروج علي سلطانه، ولكن ذلك بعيد عن نزعاته المترعة بالحقد و القسوة.