التنكيل بالعلويين
و محنة العلويين في عهد الطاغية المنصور من أقسي المحن و افجعها فقد صب عليهم جميع أنواع العذاب، و قابلهم بمزيد من العنف و الجور فأباد شيوخهم و شبابهم، و لم يرحم أحدا منهم، و كان ماحل بهم من التنكيل اضعاف ما واجهوه أيام الحكم الأموي، حتي قيل في ذلك:
تالله ما فعلت أمية فيهم
معشار ما فعلت بنوالعباس
و صور مدي ماحل بهم من الرزايا و الخطوب شاعر العقيدة دعبل الخزاعي بقوله:
و ليس حي من الاحياء نعلمه
من ذي يمان و من بكر و من مضر
الا وهم شركاء في دمائهم
كما تشارك ايسار علي جزر
قتل و أسر و تحريق و منهبة
فعل الغزاة بأرض الروم و الخزر
أري أمية معذورين ان قتلوا
و لا أري لبني العباس من عذر
لقد واجهوا أعنف المشاكل، و أقسي الرزايا و الخطوب في سبيل تحرير المجتمع الاسلامي، و انقاذه من الجور و الاستبداد.
واندفعوا بكل اعتزاز و فخر الي ساحات الجهاد و النضال فماتوا كراما أحرارا فأضاؤا الطريق للاحرار و المناضلين، و فتحوا لهم ابواب الكفاح و الجهاد، و رسموا لهم طريق الخلاص من حكم الذل و العبودية.
و قبل أن نتحدث عما جري عليهم في عهد المنصور نستعرض اسباب ثوراتهم و نضالهم.
[ صفحه 380]