بازگشت

البيئة


و أجمع المعنيون في البحوث التربوية علي أن البيئة من أهم العوامل التي نعتمد عليها التربية فهي التي تكون في نفس الطفل الغرائز و العادات، فاذا كانت سليمة حسنت آثارها، و اذا كانت ملوثة بالجرائم و الانحراف فان النشي ء حتما يصاب بعاهاتها و آفاتها.

ان الانسان لا يخضع في سلوكه لتكوينه الداخلي فحسب، و انما يخضع للعوامل الخارجية التي تتفاعل معه، و تؤثر فيه، و بذلك تطبع البيئة آثارها في دخائل الذات، و اعماق النفس، و بها تحقق درجة عالية من التكامل الاجتماعي فيما اذا حسنت.

ان استقرار البيئة الاجتماعية، و عدم اضطراب الأسرة لها دخل كبير في استقامة سلوك النشي ء و وداعته و سلامته من الانحراف، و قد بحثت مؤسسة



[ صفحه 61]



اليونسكو في هيئة الامم المتحدة عن المؤثرات غير الطبيعية في نفسية الطفل و بعد دراسة مستفيضة قام بها الاخصائيون ادلوا بما يلي:

«مما لا شك فيه ان البيئة المستقرة سيكولوجيا، و الاسرة الموحدة التي يعيش اعضاؤها في جو من العطف المتبادل هي أول أساس يرتكز عليه تكيف الطفل من الناحية العاطفية، و علي هذا الاساس يستند الطفل فيما بعد في تركيز علاقاته الاجتماعية بصورة فرضية، أما اذا شوهت شخصية الطفل بسوء معاملة الوالدين فقد يعجز عن الاندماج في المجتمع» [1] .

و كانت البيئة التي عاش فيها الامام بيئة دينية تسودها القيم الانسانية و المثل العليا، و اما البيت الذي عاش فيه فقد كان معهدا من معاهد الفضيلة و مدرسة من مدارس الايمان والتقوي، قد غمرته المودة، و عدم الكلفة و اجتناب هجر الكلام و مره و بذلك فقد توفرت للامام جميع عناصر التربية الرفيعة.


پاورقي

[1] أثر الأسرة و المجتمع في الاحداث الذين هم دون الثالثة عشر، مؤسسة اليونسكو ص 35.