بازگشت

حرمانهم من حقوقهم


و أمعنت السلطات الحاكمة في ظلم العلويين، و حرمانهم من جميع حقوقهم الطبيعية فأشاعت فيهم الحاجة و الفقر، و قد قوبلوا بالاضطهاد و الحرمان منذ وفاة النبي (ص) فقد حرموا من الخمس الذي فرضه الله لهم و صودرت منهم فدكا لئلا تقوي شوكتهم، واستبد القوم بشؤون الخلافة و الحكم، و أعرضوا عن عترة النبي (ص) و بالغوا في الحط من شأنهم، و قد ابدي الامام اميرالمؤمنين حزنه العميق في خطبته «الشقشقية» علي ضياع حقه، و في «نهج البلاغة» قطع كثيرة من كلامه تهز اعماق النفوس قد اعلن فيها سخطه علي نهب تراثه و سلطانه.

و قد تشبعت بهذه الفكرة نفوس ابنائه، فجاهدوا طويلا في ارجاع هذا الحق لهم، و لما تلا دعبل الخزاعي قصيدته علي الامام الرضا (ع) و بلغ الي هذا البيت.



أري فيئهم في غيرهم متقسما

و أيديهم من فيئهم صفرات



أثار ذلك احزان الامام، و جعل يقلب يده الشريفة و يقول بنبرات تقطر أسي و حزنا:

«نعم والله انها لصفرات»

و هكذا نجد هذا الشعور المرهف بالأسي عند أئمة اهل البيت (ع) و عند شيعتهم، فراحوا يناضلون في سبيله، و قد قدم العلويون مع شيعتهم المزيد من التضحيات حتي ملئت بهم السجون و القبور، و واجهوا اعنف المشاكل و أقساها.

هذه بعض العوامل التي حفزت العلويين علي الانتفاضة و الثورة علي



[ صفحه 384]



الحكام الظالمين من بني أمية أو بني العباس.