بازگشت

لوعة الامام الصادق


و فجع الامام الصادق بما حل بأهل بيته من الرزء القاصم فقد بلغ به الحزن الي واد ما له من قرار... لقد أطل عليهم حينما حملوا فأرسل ما في عينيه من دموع، والتفت الي الحسن بن زيد قائلا له:

«يا أباعبدالله والله لا تحفظ لله حرمة بعد هذا [1] والله ما وفت الانصار و لا ابناء الانصار لرسول الله (ص) بما اعطوه من البيعة علي العقبة»

و أخذ (ع) يذكر له قصة العقبة قائلا: «ان النبي (ص) قال لعلي: خذ عليهم البيعة بالعقبة، فقال: كيف آخذ عليهم؟ فقال (ص): علي ان يمنعوا رسول الله و ذريته مما يمنعون منه أنفسهم و ذراريهم».

وسكت هنيئة و نفسه الشريفة قد ذابت حزنا، ثم قال بنبرات ملؤها الأسي:

«اللهم فاشدد وطأتك علي الانصار..» [2] .

و روي عبدالله بن ابراهيم الجعفري عن خديجة بنت عمر بن علي



[ صفحه 391]



انهم لما أوقفوا عند باب المسجد - الباب الذي يقال له باب جبرئيل - اطلع عليهم الامام ابوعبدالله، و عامة ردائه مطروح بالأرض، ثم اطلع من باب المسجد، فقال: لعنكم الله يا معشر الانصار - ثلاثا - ما علي هذا عاهدتم رسول الله، و لا بايعتموه، أما والله ان كنت حريصا، ولكني غلبت و ليس للقضاء مدفع، ثم قام و أخذ احدي نعليه فأدخلها، رجله، و الأخري في يده، و عامة ردائه يجره في الأرض ثم دخل بيته فحم عشرين ليلة لم يزل يبكي فيها الليل و النهار [3] .

لقد ذاب قلب الامام من الحزن، و هامت نفسه في تيار من الهواجس و الآلام، فخلد الي البكاء يخفف به لوعة المصاب و الحزن.


پاورقي

[1] في الطبري «بعد هؤلاء».

[2] مقاتل الطالبين (ص 219 - 220).

[3] بحارالأنوار: 47 / 283.