بازگشت

خزانة رؤوس العلويين


و حديث الخزانة ملي ء بالأسي و الشجون فقد ملأها برؤوس العلويين شيوخا و شبابا و أطفالا، و أوصي ريطة زوج المهدي أن لا يفتحها المهدي و لا يطلع عليها الا بعد هلاكه، و قد دونها الطبري في تأريخه و هذا نصها:

«لما عزم المنصور علي الحج دعا ريطة بنت أبي العباس امرأة المهدي و كان المهدي بالري قبل شخوص أبي جعفر فأوصاها بما أراد، و عهد اليها و دفع اليها مفاتيح الخزائن، و تقدم اليها و أحلفها و وكد الايمان أن لا تفتح بعض تلك الخزائن، و لا تطلع عليها أحدا الا المهدي، و لا هي الا ان يصح عندها موته، فاذا صح ذلك اجتمعت هي و المهدي و ليس معهما احد حتي يفتحا الخزانة، فلما قدم المهدي من الري الي مدينة السلام دفعت اليه المفاتيح و أخبرته أنه تقدم اليها ألا يفتحه، و لا يطلع عليه أحد حتي يصح



[ صفحه 411]



عندها موته، فلما انتهي الي المهدي موت المنصور، و ولي الخلافة فتح الباب و معه ريطة، فاذا ازج كبير فيه جماعة من قتلي الطالبيين، و في آذانهم رقاع فيها انسابهم، و اذا فيهم أطفال، و رجال شباب، و مشايخ عدة كثيرة، فلما رأي ذلك المهدي ارتاع لما رأي و أمر فحفرت لهم حفيرة فدفنوا فيها، و عمل فوقها دكانا [1] .

لقد احتفظ المنصور بتلك الخزانة، و ادخرها (ليوم لا ينفع فيه مال و لا بنون) ادخرها «ليوم الفصل» يوم يعض الظالم علي يديه.


پاورقي

[1] الطبري 6 / 320 الطبعة الأولي.