بازگشت

استرحام العلويين


و أخذ العلويون يسترحمون هذا الطاغية، و يطلبون منه العفو الا انه لم تحركه العواطف الانسانية، و لا الرحم الماسة للصفح عنهم فقد توجه الي بيت الله الحرام و بينما هو يسير في موكبه اذ انطلقت اليه ابنة عبدالله ابن الحسن فتلت عليه هذه الأبيات الرقيقة:



ارحم صغار بني يزيد انهم

يتموا لفقدك لا لفقد يزيد



وارحم كبيرا سنه متهدما

في السجن بين سلاسل و قيود



و لئن أخذت بجرمنا و جزيتنا

لنقتلن به بكل صعيد



ان جدك بالرحم القريبة بيننا

ما جدكم من جدنا ببعيد



فلم يحرك ضميره القاسي هذا الاستعطاف الرقيق فكان جوابه لها:

«اذكرتنيه يا بنت عبدالله»

ثم أمر به فأهدر في المطبق، و لفظ فيه انفاسه الأخيرة [1] .



[ صفحه 412]



لقد انتهي المنصور الي حضيض من اللؤم و القسوة ما له من قرار:


پاورقي

[1] جاء في تذكرة الخواص (ص 230) ان قول فاطمة بنت عبدالله «وارحم صغار بني يزيد» انما وقع من فلتات لسانها اذ لم يكن لعبدالله بن الحسين ابن اسمه يزيد و لا يعرف في آل أبي طالب من اسمه يزيد الا يزيد بن معاوية بن عبدالله بن جعفر، و قد انكر عليه بنوهاشم هذا و هجروه لاجل ما سمي به.