بازگشت

سفيان الثوري


و دخل سفيان الثوري [1] علي المنصور، فلما استقر به المجلس التفت الي المنصور بكل جرأة قائلا له:

«اتق الله، فانك انما نزلت هذه المنزلة، وصرت الي هذا الموضع بسيوف المهاجرين و الأنصار، و أبناؤهم يموتون جوعا، حج عمر بن الخطاب فما انفق الا خمسة عشر دينارا، و كان ينزل تحت الشجر».

فقال له المنصور مستهزءا به:

- انما تريد أن أكون مثلك



[ صفحه 423]



- لا تكن مثلي، ولكن كن دون ما أنت فيه، وفوق ما أنا فيه

فصاح به المنصور «اخرج» فانبري اليه الثوري و هو يسدد له سهما من منطقه الفياض قائلا:

- اني لأعلم مكان رجل واحد، لو صلح صلحت الأمة كلها.

- من هو؟

- أنت يا أميرالمؤمنين

ثم تركه وانصرف عنه، و قد كوي قلبه بكلامه [2] .


پاورقي

[1] هو شيخ الاسلام و سيد الحفاظ، قال ابوأسامة من أخبرك أنه رأي مثل سفيان فلا تصدقه، و قال ابن ذئب: ما رأيت بالعراق أحدا يشبه ثوريكم، ولد سنة 97 ه و طلب العلم و هو حدث، و كان ابوه من علماء الكوفة، توفي في البصرة متخفيا من المهدي لأنه كان قوالا بالحق شديد الانكار، كانت وفاته في شهر شعبان سنة 161 ه، جاء ذلك في تذكرة الحفاظ (ج 1 ص 190 - 192)، و قد اقتبس الكثير من علومه من الامام الصادق (ع) لأنه كان من تلامذته.

[2] المسامرات (ج 1 ص 98).