بازگشت

في عهد المهدي


استقبل العالم الاسلامي حكومة المهدي بمزيد من الأفراح و المسرات و ذلك لما لاقاه في عهد المنصور من الشدة و الصرامة و الجور في الحكم فقد انتهت بموته فالمهدي ألين جانبا من أبيه فقد عرف بالسخاء و بسط الكف و عدم القسوة و الغلظة.

و حينما استقل المهدي علي دست الحكم أصدر مرسوما ملكيا بالعفو عن جميع المعتقلين و المساجين السياسيين سوي من كان في عنقه دم أو كان ذا فساد في الأرض، كما رد جميع الأموال المنقولة و غير المنقولة التي صادرها أبوه ظلما و عدوانا الي أهلها، فرد علي الامام موسي ما صادره أبوه من أموال الامام الصادق (ع)، و يعود السبب في جميع ذلك الي انه قد تلقي الملك علي جانب عظيم من الاستقرار و الطمأنينة بالاضافة الي ذلك فانه ظفر بثراء عريض جهد في جمعه أبوه المنصور فقتر علي نفسه و علي الأمة فلم ينعم هو و لا المجتمع بخيرات ذلك المال الكثير، و من المؤسف أن المهدي قد انفق جميع الثروات الضخمة علي اللهو و المجون و الهبات للعملاء و الماجنين، و لم تستفد الطبقة الضعيفة منها شيئا فانه لم يرفه عليها بشي ء فلم يكن له هم الا اشباع شهواته و الاسراف في البذخ و الترف و المجون.

و علي اي حال فان المهدي لا يقاس بأبيه فقد خالفه بأغلب صفاته و اعماله الا انه ورث منه العداء العارم للعلويين و شيعتهم، فقد كان يبغضهم بغضا شديدا، لقد ورث ذلك من أبيه المنصور الذي كان يعتقد ان لا بقاء له في الحكم و السلطان الا بالقضاء علي العلويين و شيعتهم... و نعرض فيما يلي الي بعض نزعاته و اعماله، و ما لاقاه الامام موسي (ع) في عهده.



[ صفحه 436]