بازگشت

العناية بالوضاعين


و قرب المهدي طائفة من علماء السوء الذين لم تتهذب ضمائرهم بتعاليم الدين، فراحوا يؤيدون الظالمين و يسبغون عليهم الالقاب الحسنة، و النعوت الشريفة تقربا اليهم و طمعا في دنياهم، و قد نسوا المثل العليا التي جاء بها الاسلام فانساقوا وراء الطمع و الجشع، و تهالكوا علي المادة، و صعروا جباههم أمام الملوك و السلاطين، فأحاطوهم بهالة من التقديس و التعظيم، و أبرزوهم الي المجتمع انهم يمثلون ارادة الله و ان الخطأ لا يتطرق اليهم، هؤلاء هم الذين فتكوا بالاسلام و شوهوا معالمه، و قد قرب المهدي جماعة



[ صفحه 443]



من هؤلاء العبيد فأخذوا ينمقون الأباطيل و يلفقون الأكاذيب في مدح المهدي و الثناء عليه، و هم أمثال أبي معشر السندي الذي هو اكذب انسان تحت السماء [1] و كغياث بن ابراهيم الذي عرف هو المهدي في الحمام و عشقه لها فحدثه عن أبي هريرة أنه قال:

«لاسبق الا في حافر او نصل، وزاد فيه أو جناح..»

فأمر له المهدي عوض افتعاله للحديث بعشرة آلاف درهم، و لما ولي عنه قال لجلسائه:

«أشهد أنه كذب علي رسول الله (ص) ما قال رسول الله ذلك، ولكنه أراد ان يتقرب الي..» [2] .

و مع علمه بكذبه علي رسول الله (ص) فقد أوصله و أعطاه، و بذلك فقد شجع حركة وضع الحديث، و عمل علي تنميتها، و هي من أعظم الكوارث التي مني بها الاسلام فقد اوجبت الحط من شأنه، و ادخال كثير من الخرافات فيه، و سنذكر ذلك بمزيد من البيان عند عرض «مشكلات عصر الامام»


پاورقي

[1] تأريخ بغداد: (ج 6 ص 346).

[2] تأريخ بغداد 2 / 193.