بازگشت

عداؤه للعلويين


و ورث المهدي من أبيه المنصور العداء الشديد للعلويين و شيعتهم فقد أترعت نفسه بالبغضاء و الكراهية لهم، و يعود السبب في ذلك الي أن العباسيين لم يكن لهم أي حق في الحكم، فان الثورة علي الحكم الاموي انما قامت من اجل العلويين حماة العدل و الحق في الاسلام.

لقد كانت الثورة تحمل طابع التشيع و واقعه فقد اتخذه الثوار شعارا



[ صفحه 444]



لهم فناضلوا من أجله، و قد انضم العباسيون الي الدعوة علي هذا الاساس و آية ذلك ان المهدي دخل علي أبي عون و هو من اعز اصحابه و آثرهم عنده عائدا له، و طلب منه المهدي ان يعرض عليه حوائجه ليقوم بقضائها فقال له ابوعون:

- حاجتي ان ترضي عن ولدي عبدالله فقد طالت موجدتك عليه

- يا أباعبدالله انه علي غير الطريق و علي خلاف رأينا و رأيك، انه يقع في الشيخين و يسي ء القول فيهما

- هو والله يا أميرالمؤمنين علي الأمر الذي خرجنا عليه، و دعونا اليه فان كان قد بدا لكم فمرونا بما احببتم حتي نطيعكم..» [1] .

و هذه البادرة تدل بوضوح علي أن الثورة علي الحكم الاموي انما كانت شيعية بجميع أبعاده هذه الكلمة، و هناك بادرة أخري تدل علي ذلك فقد بعث القاسم بن مجاشع بوصيته الي المهدي ليشهد فيها، و قد جاء فيها:

«شهد الله أن لا اله الا هو و الملائكة و أولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم، ان الدين عند الله الاسلام يشهد بذلك، و يشهد أن محمدا عبده و رسوله، و ان علي بن أبي طالب وصي رسول الله (ص) و وارث الامامة من بعده».

فلما قرأ المهدي الفقرات الأخيرة من الوصية رماها من يده و لم ينظر في باقيها [2] .

لقد آمن بذلك خواص بني العباس، واعتقدوا جازمين ان الثورة انما قامت من أجل التشيع الا ان العباسيين الذين اختلسوا الحكم قد انحرفوا عنها من اجل اطماعهم، و بقائهم علي دست الحكم.



[ صفحه 445]



و علي أي حال فان المهدي كان يكن في اعماق نفسه البغض الشديد للعلويين، اما مظاهر ذلك العداء فهي:


پاورقي

[1] تأريخ الطبري احداث سنة 169.

[2] الطبري 6 / 397.