بازگشت

اغداق الاموال علي انتقاص العلويين


و سرف المهدي الاموال الضخمة علي انتقاص أهل البيت و الحط من شأنهم، و قد عرف فريق من الشعراء المرتزقين ان الوسيلة في ثرائهم انتقاصهم لأهل البيت و المبالغة في ذمهم فراحوا يلفقون الأكاذيب في هجائهم، و من جملة هؤلاء العبيد بشار بن برد المعروف بالزندقة و الالحاد فقد دخل علي المهدي و أنشده قصيدته التي يقول فيها:



يا ابن الذي ورث النبي محمدا

دون الاقارب من ذوي الأرحام



الوحي بين بني البنات و بينكم

قطع الخصام فلات حين خصام



ما للنساء مع الرجال فريضة

نزلت بذلك سورة الانعام [1] .



أني يكون و ليس ذاك بكائن

لبني البنات وراثة الأعمام



فأجازه المهدي علي ذلك بسبعين الف درهم تشجيعا له و لغيره من باعة الضمير علي انتقاص اهل البيت، و لما سمع الامام موسي (ع) بقصيدة بشار تأثر أشد التأثر و نام ليلته قلقا متألما، و قد سمع هاتفا يتلو عليه أبياتا تعارض ابيات بشار و هي:



أني يكون و لا يكون و لم يكن

للمشركين دعائم الاسلام



لبني البنات نصيبهم من جدهم

و العم متروك بغير سهام



ما للطليق و للتراث و انما

سجد الطليق مخافة الصمصام



[ صفحه 446]



و بقي ابن شلة واقفا متلددا

فيه و يمنعه ذوو الأرحام



ان ابن فاطمة المنوه باسمه

حاز التراث سوي بني الأعمام [2] .



و لما شاع ذلك عن المهدي أخذ الشعراء يتقربون اليه في هجاء أهل البيت فمنهم مروان بن ابي حفص فقد انشد بين يديه هذه القصيدة التي يقول فيها:



هل تطمسون من السماء نجومها

بأكفكم أو تسترون هلالها



أو تدفعون مقالة عن ربكم

جبريل بلغها النبي فقالها



شهدت من الأنفال آخر آية

بتراثهم فأردتم ابطالها



فلما سمع ذلك المهدي زحف عن مصلاه حتي صار علي البساط و هو لا يملك نفسه قائلا له:

- كم بيت هي؟

- مائة بيت

فأمر له بمائة الف درهم، و قال له: «انها لأول مرة أعطيها شاعر في خلافة بني العباس» [3] .

لقد وهب هذه الاموال الخطيرة للحط من شأن اهل البيت و التقليل من اهميتهم، و هو لم ينل مع باقي أسرته مركز الخلافة الاسلامية الا باسم العلويين و جهادهم و تضحياتهم.



[ صفحه 447]




پاورقي

[1] ليس في سورة الانعام ما يشير الي هذا المعني بل ليس فيها اي حكم من أحكام الميراث.

[2] احتجاج الطبرسي: (ص 214)، و قيل ان الابيات لمحمد بن يحيي التغلبي جاء ذلك في (الشعر في بغداد ص 110).

[3] تأريخ بغداد: (ج 3 ص 144).