بازگشت

في عهد الهادي


استقبل موسي الهادي الدولة الاسلامية في ايام شبابها الغض، و نضارة غصنها الرطب، و في ابان قوتها الكاملة، و ثروتها الموفورة، و قد بويع له، و هو في غضارة العمر فقد كان عمره - حسب ما يقول الرواة - خمسا و عشرين سنة [1] و كان سادرا في الطيش و الغرور، و متماديا في الاثم و الفجور، و قد اراح الله منه العباد في بداية ملكه فلم تطل أيامه، ولو امتد به العمر لواجه المسلمون في عهده أعنف المشاكل و أقساها، فقد كان طاغية جبارا لا يتحرج من سفك الدماء و اراقتها بغير حق، و قد أسرف في سفك دماء العلويين، فأنزل بهم العقاب الصارم، و قد اجمع رأيه علي التنكيل بالامام موسي (ع) الا ان الله قصم ظهره قبل ان يقوم بذلك، و لابد لنا من وفقة و غيره للتحدث عنه.


پاورقي

[1] خلاصة الذهب المسبوك (ص 75).