بازگشت

وصول الأسري الي الهادي


و أرسلت رؤوس الأبرار الطاهرين الي الطاغية الهادي، و معها الأسري و قد قيدوا بالحبال و السلاسل، و وضعوا في أيديهم و أرجلهم الحديد قد خيم عليهم الذل و الهوان، و أمر الطاغية الأثيم بقتلهم، فقتلوا صبرا، و صلبوا علي



[ صفحه 472]



باب الحبس [1] و كان من الأسري رجل انهكته العلة، فقال للهادي يستعطفه:

«أنا مولاك يا أميرالمؤمنين»

فصاح به الهادي، و قال: مولاي يخرج علي؟ و كان مع موسي سكين فقال: والله لأقطعنك بهذه السكين مفصلا مفصلا و مكث الرجل ساعة فغلبت عليه العلة فمات حتف أنفه [2] .

و وضعت رؤوس العلويين بين يدي الطاغية فجعل يترنم بهذه الابيات:



بني عمنا لا تنطقوا الشعر بعدما

دفنتم بصحراء الغميم القوافيا



فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله

فيقبل ضيما أو يحكم قاضيا



ولكن حكم السيف فيكم مسلط

فنرضي اذا ما اصبح السيف راضيا



فان قلتم انا ظلمنا فلم نكن

ظلمنا ولكنا أسأنا التقاضيا [3] .



و دل هذا الشعر عل غروره و طيشه، و روحه الانتقامية التي لم تألف الرحمة و الرأفة.


پاورقي

[1] تأريخ الطبري 10 / 29.

[2] مقاتل الطالبيين (ص 453).

[3] معجم البلدان 6 / 308.