بازگشت

في عهد الامام الصادق


و فجر الامام الصادق (ع) ينابيع العلم و الحكمة في الارض، و فتح للناس أبوابا من العلوم لم يعهدوها من قبل، و قد ملأ الدنيا بعلمه - كما قال الجاحظ - [1] و نقل عنه الناس من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان - كما أدلي بذلك ابن حجر - [2] .

و من أبرز الفعاليات التي بذلها الامام في نشر العلم و اشاعته بين الناس تنميته لجامعة أهل البيت، و مدها بعناصر الحياة و البقاء، و نظرا لدوره الايجابي في اتساعها و انطلاقها من مستوي خاص الي مستوي عال بلغت به القمة من بين المعاهد و الجامعات العلمية في جميع العصور، و لهذا فقد نسبت اليه، و أضيفت له.

لقد عملت جامعة الامام الصادق علي ايقاظ الفكر البشري، و بلورة العقلية الاسلامية، و تطوير المجتمع الانساني، و قد انتجت صفوة العلماء، و قادة المفكرين والملهمين، و قد جهدوا علي نشر العلم بجميع أنواعه، و ببركة جهودهم نضجت الحياة الفكرية في ذلك العصر، واستحق أن يمنح و سام



[ صفحه 77]



العصر الذهبي في الاسلام.

و أدلي بعض الباحثين عن مدرسة الامام بما نصه:

«و الحقيقة ان مدرسة الامام جعفر الصادق الفكرية قد انجبت خيرة المفكرين، و صفوة الفلاسفة، و جهابذة العلماء، و اذا كانت هناك حقيقة يجب أن تقال فهي: أن الحضارة الاسلامية و الفكر العربي مدينان لهذه المدرسة الفكرية بالتطور و الرقي و الخلود، و لعميدها الصادق بالمجد العلمي و التراث الثمين».

لقد عملت مدرسة الامام علي الانطلاق الفكري، و نشر الوعي العلمي و قد جندت جمهرة كبيرة من العلماء للقيام بتثقيف المسلمين، و تهذيبهم، و تقديمهم في الميادين العلمية، و فيما يلي عرض موجز لشؤون هذا المعهد الكبير في عهد الامام الصادق (ع).


پاورقي

[1] رسائل الجاحظ للسندوبي ص 106.

[2] الصواعق المحرقة ص 120.