بازگشت

هلاك موسي الهادي


واستجاب الله دعاء وليه العبد الصالح فأهلك عدوه الطاغية الجبار فاراح العباد و البلاد من شره، و جوره، أما سبب وفاته فتعزوه بعض المصادر الي... كانت في جوفه فهلك منها [1] و صرحت اكثر المصادر أن أمه الخيزران غضبت عليه لأنه قطع نفوذها لقصة مشهورة و انها خافت منه علي ولدها هارون الذي كان أحب اليها من الدنيا و من فيها [2] فأوعزت الي جواريها بخنقه، فعمدت الجواري الي قتله و هو نائم [3] .

و مهما يكن من أمر فقد انطوت صفحة هذا الطاغية، و لم تطل أيامه فقد كانت خلافته سنة و بضعة اشهر، ولكنها كانت مجهدة و ثقيلة علي المسلمين فقد واجهوا فيها اعنف المشاكل و اكثرها محنة و صعوبة، فقد رؤا رؤوس ابناء النبي علي الرماح يطاف بها في الأقطار و الأمصار، و اسراهم يقتلون و يصلبون، لم ترع فيهم حرمة الرسول الأعظم (ص) و لا حرمة الاسلام الذي فرض ودهم علي جميع المسلمين.

و مما زاد في محنة المسلمين و عنائهم ان موسي الهادي اقبل علي اللهو و العبث و المجون و اخذ يصرف الخزينة المركزية علي شهواته، و يهب أضخم الأموال للمغنين غير حافل بما الزم به الاسلام من الاحتياط الشديد في اموال المسلمين، و حرمة صرفها في غير صالحهم و تطورهم الاقتصادي.

لقد رأي الامام موسي (ع) تلك الأحداث الجسام، و رافق كثيرا



[ صفحه 484]



من مآسيها فزادته عناءا وجهدا، فقد رأي الحق مضاعا، و العدل مجافي و لم يكن هناك أي ظل للحياة الاسلامية، فقد خالفت السلطات الحاكمة آنذاك جميع ما أثر عن الاسلام في عالم السياسة و الاقتصاد و الادارة

الي هنا ينتهي بنا الحديث في هذه «الحلقة الأولي» من هذا الكتاب و نلتقي مع القراء في «الحلقة الثانية» فنقدم لهم عرضا شاملا لبعض شؤون الامام و احواله.


پاورقي

[1] الطبري: (ج 10 ص 33).

[2] الطبري: 10 / 36.

[3] الجهشياري (ص 175)، اليعقوبي 3 / 138.