بازگشت

عوامل النمو والازدهار


أما العوامل التي أدت الي نمو مدرسة الامام الصادق و انطلاقها - ففيما نحسب - هي ما يلي:

1- ان العالم الاسلامي في عهد الامام الصادق (ع) كان يرزح بالفتن و الاضطراب، و يموج بالأهواء الفاسدة و النزعات الخاصة، قد سادت فيه الأحزاب التي أدت الي تفكك المجتمع، و تفلل قطعاته، قد اشتعلت نار الحرب في جميع حواظره و أقاليمه، و ذلك بسبب انهيار الامبراطورية الأموية و قيام الدولة العباسية و قد انصرف المسلمون بسبب تلك الأحداث الجسام عن العلوم و المعارف واتجهوا الي تلك الأحداث الرهيبة فهم ما بين مؤيد للعهد المباد و بين مؤيد للحكم الجديد، و قد انشغلوا بالدفاع عن افكارهم



[ صفحه 78]



السياسية عن طلب العلم و التوجيه الديني.

واغتنم الامام هذه الفرصة السانحة فانبري يعمل مجدا في نشر الثقافة الاسلامية التي هي جزء من رسالة الاسلام، و قد وجد المسلمون من جديد الفرصة للرجوع الي ظلال الاسلام الذي جعل طلب العلم فريضة من فرائض الدين، و وجدوا في حفيد الرسول الأعظم القائد الموجه لبناء كيانهم الحضاري و العلمي، فاقبلوا علي مدرسته ينتهلون من نميرها.

2- ان الامام الصادق (ع) كان بمعزل عن التدخل في أي شأن من شؤون الدولة الأموية و العباسية، فلم يباشر عملا ايجابيا يصطدم بأهداف احدي الدولتين، أو يمس الوتر الحساس من اهدافهم السياسية، فقد كان بمعزل عن الجميع، و قد أحبوه و تطلبوا رضاءه، و لم تراقبه السلطة المحلية أو تضيق عليه، و تمنعه من نشر علومه، و قد وجد المجال أمامه فسيحا لفتح أبواب مدرسته و تغذية طلابه بسائر الوان العلوم و المعارف، و قد سارع كبار العلماء و المحدثين و الرواة الي الانتماء لمعهده، و قد وجد (ع) بهم خير عون لأداء رسالته الاصلاحية الخالدة التي بلورت عقلية المجتمع الاسلامي، و أنقذته من رواسب الجهل و الجمود.

3- و كان من عوامل النمو لهذا المعهد الكبير أن الامام الصادق (ع)، هو الذي كان يتولي ادارة شؤون هذا المعهد، و يقوم برعايته، و قد أجمع المسلمون علي اختلاف طوائفهم و نزعاتهم أنه من ألمع أئمة المسلمين في علمه وفقهه و مواهبه، ومن الطبيعي ان لشخيصة العميد الأثر التام في نجاح المدرسة و ازدهارها، و بذلك فقد توفرت جميع العوامل الحساسة لنجاح مدرسة الامام و نموها.



[ صفحه 79]