بازگشت

مكارم الاخلاق


كان عليه السلام يحث أصحابه و شيعته علي التحلي بمكارم الاخلاق و محاسن الافعال ليكونوا قدوة صالحة الي المجتمع، و قد صدرت منه بهذا الصدد وصايا منها وصيته الي ولده الامام موسي، و قد جاء فيها:

«يابني؟ انه من رضي بما قسم له استغني، و من مد يمينه الي ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استكبر زلة غيره.

يا بني: من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء وقر، و من دخل مداخل السوء أتهم.

يا بني، اياك أن تزدري بالرجال فيزدري بك، و اياك و الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك.

يا بني: قل الحق لك أو عليك.

يا بني: كن لكتاب الله تاليا، و للسلام فاشيا، و بالمعروف آمرا و عن المنكر ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا، و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، و اياك و التعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف.

يا بني: اذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فان للجود معادنا و للمعادن



[ صفحه 94]



أصلا، و للاصول فروعا، و للفرع ثمرا، و لا يطيب ثمر الا بفرع، و لا فرع الا بأصل و لا أصل ثابت الا بمعدن طيب.

يا بني: اذا زرت فزر الاخيار، و لا تزر الفجار فانهم صخرة لا ينفجر ماؤها و شجرة لا يخضر ورقها، و أرض لا يطيب عشبها..» [1] .

و قد حفلت هذه الوصية بأعمال الخير، و ألمت بمكارم الاخلاق، و احتوت علي اسس الفضائل و الآداب، و كان عليه السلام - متصلا- يزود ابناءه و أصحابه بمثل هذه النصائح القيمة و الدروس النافعة ليكونوا دعاة للاصلاح و الرشاد، و وجه (ع) رسالة الي بعض أصحابه أمرهم فيها بمكارم الأخلاق و محاسن الاعمال و قد جاء فيها:

«عليكم بحب المساكين المسلمين، فان من حقرهم و تكبر عليهم فقد زل عن دين الله، واعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين القي الله عليه المقت فاتقوا الله في اخوانكم فان لهم عليكم حقا أن تحبوهم، فان الله أمر نبيه بحبهم فمن لم يحب من أمر الله بحبه فقد عصي الله و رسوله، و من عصي الله و رسوله و مات علي ذلك مات من الغاوين.

اياكم ان يبغي بعضكم علي بعض فانها ليست من خصال الصالحين، فانه من بغي صير الله بغيه علي نفسه، و صارت نصرة الله لمن بغي عليه و من نصره الله غلب، و أصاب الظفر من الله.

اياكم أن يحسد بعضكم بعضا فان الكفر أصله الحسد.

اياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوم، يدعو الله عليكم، و يستجاب له فيكم، فان أبانا رسول الله (ص) قال: ان دعوة المظلوم مستجابة.

اياكم أن تشره نفوسكم الي شي ء مما حرم الله عليكم فان من انتهك ما حرم الله عليه حال الله



[ صفحه 95]



بينه و بين الجنة..» [2] .

لقد دعي (ع) أصحابه بهذه الوصية الي عمل الخير و الأخذ بالقيم الرفيعة التي تبعد الانسان عن الشر، و توجهه نحو الكمال، و قد ورد منه بمثل هذا الشي ء الكثير و هو يحفز فيه أصحابه الي التحلي بمكارم الاخلاق و محاسن الأعمال.


پاورقي

[1] الامام جعفر الصادق: ص 79 - 80، و قريب منه جاء في حلية الأولياء (ج 3 ص 135).

[2] تحف العقول: ص 76.