في عهد الامام موسي
و قطع الامام موسي (ع) شوطا من حياته في جامعة أبيه الكبري، و كان من أبرز العلماء النابهين، كما شارك أباه في القاء محاضراته العلمية، وسانده في تعزيزها، و تقديمها في الميادين الثقافية، و بعد انتقال أبيه الي حظيرة القدس تولي ادارة شؤون هذه المدرسة الكبري، و قام بنشر العلوم و بث روح الفضيلة، و قد احتف به العلماء والرواة لا يفارقونه و لا يفترقون عنه، يسجلون أحاديثه و أبحاثه و فتاواه، فقد روي السيد ابن طاووس [1] أن أصحاب الامام و خواصه كانوا يحضرون مجلسه و معهم في اكمامهم الواح آبنوس لطاف و أميال فاذا نطق بكلمة أو أفتي في نازلة بادروا الي تسجيل
[ صفحه 102]
ذلك [2] و قد روي عنه هؤلاء العلماء جميع أنواع العلوم علي اختلافها و تباعد أطرافها، و ببركة جهوده و جهود أبيه فقد عمت الحركة العلمية جميع الحواضر الاسلامية و العربية و أصبح تراثهما العلمي يتناقله العلماء جيلا بعد جيل.
[ صفحه 105]
پاورقي
[1] السيد ابن طاووس: هو السيد الجليل العالم العابد رضي الدين أبوالقاسم علي بن سعدالدين بن ابراهيم الحسيني، كان يسكن الحلة الفيحاء و لقب بالطاووس من جهة حسن وجهه. و خشونة رجليه، و هو من أجلاء السادة و من عيونهم و كان نقيبا لهم، له مؤلفات كثيرة دلت علي سعة معارفه و علومه. و قد ذكر مناقبه و علومه بالتفصيل الحجة الثبت السيد محمدباقر الخوانساري في مؤلفه روضات الجنات (ج 3 ص 43 - 47) و جاء في الكني و الألقاب (ج 1 ص 338) أن السيد تولي نقابة الطالبيين و كان يجلس في قبة خضراء و الناس تقصده و قد لبسوا لباس الخضرة بدل السواد و ذلك عقيب وقعة بغداد، و في ذلك يقول علي بن حمزة:
فهذا علي نجل موسي بن جعفر
شبيه علي نجل موسي بن جعفر
فذاك بدست للامامة أخضر
و هذا بدست للنقابة أخضر
توفي السيد يوم الاثنين خامس ذي القعدة سنة 664 ه.
[2] الأنوار البهية: ص 91.