بازگشت

الاتفاق علي وجوبها


ان الامامة بمعناها القيادي للامة قد اتفق المسلمون علي وجوبها و ضرورتها سوي (الخوارج) فانهم قالوا: لا يلزم الناس فرض الامامة، و انما عليهم ان يتعاطوا الحق فيما بينهم [1] و قد أجمع المسلمون علي زيف ذلك و بطلانه، و قد تضافرت الأخبار علي ضرورتها فقد أثر عن النبي (ص) أنه قال: «من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» و قال (ص): «من فارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، و من قاتل تحت راية عصبية يغضب لعصبة أو يدعو الي عصبة، أو ينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية» [2] .

و قال ابن خلدون: «ان نصب الامام واجب قد عرف وجوبه في الشرع باجماع الصحابة و التابعين، لأن أصحاب رسول الله (ص) عند وفاته بادروا الي بيعة أبي بكر، و تسليم النظر اليه في امورهم، و كذا في كل عصر من بعد ذلك، و لم تترك الناس فوضي في عصر من الأعصار. واستقر ذلك اجماعا دالا علي وجوب نصب الامام..» [3] .

لقد أجمع المسلمون منذ فجر تأريخهم علي ضرورة الامام، و انها من الواجبات التي لا تستقيم الحياة الاسلامية بدونها.



[ صفحه 108]




پاورقي

[1] الملل و الأهواء 4 / 87.

[2] الحديث رواه مسلم و النسائي.

[3] المقدمة ص 151.