بازگشت

تعيين الامام


و تجمع الشيعة علي أن تعيين الامام ليس بيد الأمة، و لا بيد أهل الحل والعقد منها، والانتخاب في الامامة باطل و الاختيار فيها مستحيل فحالها كحال النبوة فكما أنها لا تكون بايجاد الانسان و رغبته كذلك الامامة لأن العصمة التي هي شرط في الامامة - عندهم - لا يعلمها الا الله المطلع علي خفايا النفوس، و دخائل القلوب، فهو الذي يمنحها لمن يشاء من عباده، و يختاره لمنصب الامامة و الخلافة.

و ما النبوة و الامامة بما هما - منصب آلهي - يجوز فيهما الترشيح و الانتخاب، فان تعيينهما من مختصاته تعالي، و قد اعلن ذلك الكتاب العزيز قال تعالي: يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق» [1] و قال تعالي: و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله و تعالي عما يشركون» [2] و شأن الامامة كشأن النبوة لا رجوع فيها الي اختيار الشعب و ارادته.

و دلتهم علي ذلك النصوص المتضافرة عن أئمة أهل البيت (ع) و من



[ صفحه 116]



تلك النصوص ما استدل به حجة الله علي أرضه، و خليفته علي عباده الذي يقيم اعوجاج الحق، و يصلح ما فسد من نظام الدين مهدي هذه الأمة عجل الله فرجه، و ذلك عندما سأله سعد بن عبدالله عن العلة التي تمنع من اختيار الناس اماما لأنفسهم فأجابه (ع) قائلا:

- يختارون مصلحا أو مفسدا؟

- بل مصلحا

- فهل يجوز أن تقع خيرتهم علي المفسد بعد أن لا يعلم أحد بما يخطر ببال غيره من اصلاح أو فساد

- بلي

- فهي العلة أوردها لك ببرهان يثق به عقلك، اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله و أنزل الكتب عليهم، و أيدهم بالوحي و العصمة، اذ هم أعلام الأمم، و أهدي الي الاختيار، منهم مثل موسي و عيسي هل يجوز مع وفور عقلهما، و كمال علمهما اذا هما بالاختيار أن تقع خيرتهما علي المنافق و هما يظنان أنه مؤمن.

- لا

- هذا موسي كليم الله مع وفور عقله و كمال علمه، و نزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه، و وجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لا يشك في ايمانهم و اخلاصهم، فوقعت خيرته علي المافقين قال الله عزوجل: «واختار موسي قومه سبعين رجلا لميقاتنا» الي قوله: «لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم» فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعا علي الأفسد دون الأصلح، و هو يظن أنه الأصلح علمنا أن الاختيار ليس الا لمن يعلم ما تخفي الصدور، و تكن الضمائر» [3] .



[ صفحه 117]



ان الطاقات البشرية قاصرة عن ادراك الأصلح الذي تسعد به الأمة و انما أمر ذلك بيد الله تعالي العالم بخفايا الأمور.


پاورقي

[1] سورة ص: آية 26.

[2] سورة القصص: آية 68.

[3] بحارالانوار 13 / 127.