بازگشت

نصوص الامامة


ان تعيين الامام عند الشيعة ينحصر في النص، و لا سبيل لغيره في ذلك، و عليه فيجب علي النبي (ص) أن يعين من يخلفه من بعده، و كذلك يجب علي الامام من بعده أن ينص علي الخلف الذي يجب أن يرجع اليه الناس، و قد حفلت جميع كتب الحديث التي تعرض لهذه المواضيع بتدوين صور النصوص في ذلك فقد قال (ص) في أميرالمؤمنين (يوم الدار):

«هذا أخي و وصي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا» [1] و أخرج الطبراني بالاسناد الي سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله (ص): ان وصي و موضع سري، و خير من أترك بعدي، و ينجز عدتي، و يقضي ديني علي بن أبي طالب [2] و أخرج أبونعيم الحافظ في «حلية الأولياء» عن أنس قال: قال رسول الله (ص): يا أنس أول من يدخل عليك من



[ صفحه 124]



هذا الباب امام المتقين، و سيد المسلمين، و قائد العز المحجلين، و خاتم الوصيين، قال أنس: فجاء علي، فقام رسول الله (ص) مستبشرا فاعتنقه و قال له: أنت تؤدي عني، و تسمعهم صوتي، و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي [3] .

و أخرج الطبراني في الكبير بالاسناد الي أبي أيوب الانصاري عن رسول الله (ص) قال: يا فاطمة. أما علمت أن الله عزوجل اطلع علي أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحي الي فأنكحته، واتخذته وصيا [4] .

و روي المحب الطبري بسنده عن أنس قال: قلنا لسلمان سل النبي (ص) من وصيه؟ فقال سلمان: يا رسول الله من وصيك؟ قال: يا سلمان من كان وصي موسي؟ قال: يوشع بن نون قال: فان وصي و وارثي يقضي ديني و ينجز موعدي علي بن أبي طالب [5] .

و روي المحب الطبري عن بريدة قال: قال رسول الله (ص): لكل نبي وصي و وارث، و ان عليا وصي و وارثي [6] .

و وردت نصوص نبوبة متواترة رواها الفريقان في امامة السبطين و الريحانتين عليهماالسلام فقد قال (ص) فيهما: «أنتما الامامان و لأمكما الشفاعة» [7] و قال (ص) و هو يشير الي الحسين: هذا امام ابن امام أخو امام



[ صفحه 125]



أبوأئمة تسعة [8] و أخرج الصدوق في الاكمال بالاسناد الي سلمان قال: دخلت علي النبي (ص) فاذا الحسين بن علي علي فخذه و هو يلثم فاه، و يقول: أنت سيد ابن سيد، أنت امام ابن امام أخو امام أبوالأئمة، و أنت حجة الله وابن حجته، و أبوحجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم [9] .

و استفاضت كتب الحديث بنصوص نبوية أخري تحصر الامامة في اثني عشر اماما كلهم من قريش فقد روي جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (ص) - يوم جمعة عشية رجم الأسلمي - يقول: لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة، و يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش [10] و أخرج الصدوق في الاكمال بسنده الي الامام الصادق (ع) عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله (ص): الأئمة اثنا عشر أولهم علي و آخرهم القائم هم خلفائي و أوصيائي [11] .

و روي الحافظ أبونعيم بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) من سره أن يحيي حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي، و ليوال وليه، و ليقتد بالأئمة من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي، و رزقوا فهما و علما، و ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي» [12] .



[ صفحه 126]



و يضاف الي تلك النصوص النبوية، النصوص التي رواها الثقات و المتحرجون في دينهم عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في نص كل امام منهم علي الامام الذي يخلفه من بعده، فقد أوصي أميرالمؤمنين (ع) حينما حضرته الوفاة الي ولده الامام الحسن (ع) و قال له: «يا بني أمرني رسول الله أن أوصي اليك، و أن أدفع اليك كتبي و سلاحي، كما أوصي الي رسول الله (ص)، و دفع الي كتبه و سلاحه، و أمرني أن آمرك اذا حضرك الموت أن تدفعها الي أخيك الحسين» ثم أقبل علي الحسين فقال: «و أمرك رسول الله أن تدفعها الي ابنك هذا - و أشار الي زين العابدين - ثم أخذ بيد علي بن الحسين و قال: «و أمرك رسول الله أن تدفعها الي ابنك محمد. فاقرءه من رسول الله و مني السلام» [13] .

و هناك مئات أمثال هذه النصوص حفلت بها كتب الحديث و هي تدل علي لزوم النص في الامامة، و بطلان غيره و قد أخذت بها الشيعة في بناء عقيدتها في الامامة.


پاورقي

[1] كنزالعمال 6 / 392 و غيره.

[2] كنز العمال 6 / 154.

[3] حلية الأولياء 1 / 63.

[4] كنز العمال 6 / 153 مجمع الزوائد 8 / 353.

[5] الرياض النضرة 2 / 178.

[6] الرياض النضرة 2 / 178 و في كنوز الحقائق للمناوي ص 121 انه (ص) قال: «لكل نبي وصي و وارث، و علي وصي و وارثي».

[7] الاتحاف بحب الاشراف ص 129، نزهة المجالس 2 / 184.

[8] منهاج السنة 4 / 210.

[9] المراجعات ص 228.

[10] صحيح مسلم كتاب الامارة، مسند الامام أحمد بن حنبل 5 / 89 صحيح البخاوي 4 / 164.

[11] المراجعات ص 227.

[12] حلية الأولياء 1 / 86.

[13] كشف الغمة 151، أصول الكافي.