بازگشت

النص علي امامته


و عرف الامام الصادق (ع) شيعته بامامة ولده موسي (ع) منذ أن أشرقت الدنيا بولادته، و كان في كل مناسبة يحيطهم علما بذلك و يوصيهم بضرورة الكتمان خوفا عليهم و علي ولده من السلطة الحاكمة، و لما أخذ (ع) بعنق السبعين من سني حياته هرعت اليه طائفة من الشيعة تسأله عن الامام من بعده لتعقد له الولاء و الطاعة، و ترجع اليه في أمور دينها فأجابهم (ع) بأن الحجة من بعده ولده موسي (ع)، و فيما يلي عرض لتلك النصوص:



[ صفحه 127]



1- المفضل بن عمر:

و المفضل بن عمر الجعفي [1] من عيون الشيعة و أعلامها التابهين، و قد سأل الامام جعفر بن محمد عليه السلام عن الحجة من بعده ليتولاه و يدين بامامته فقال (ع):

«يا مفضل، الامام من بعدي ابني موسي، الخلف المأمول المنتظر» [2] .

2- يزيد بن سليط:

و يزيد بن سليط ثقة أمين من أهل الورع والعلم [3] قصد بيت الله الحرام و معه زمرة من أصحابه فالتقي في أثناء الطريق بالامام أبي عبدالله و كان معه ولده و حاشيته فبادر الي الامام يسأله عن الحجة من بعده قائلا:

«بأبي أنتم و أمي، أنتم الأئمة المطهرون، و الموت لا يعري منه أحد فمن القائم من بعدك؟ فأشار (ع) الي ولده موسي و أخذ يبين له ما تحلي به ولده من المثل العليا قائلا:

«فعنده علم الحكمة، والفهم، والسخاء، و المعرفة بما يحتاج الناس اليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، و فيه حسن الخلق، و حسن الجوار، و هو باب من أبواب الله، و فيه أخري هي خير من هذا كله..».

- بأبي أنت و أمي، و ما هي!!؟

- يخرج الله تعالي منه غوث هذه الأمة، و غياثها، و علمها، و نورها و فهمها، و حكيمها، خير مولود و خير ناشي ء، يحقن الله به الدماء، و يصلح به ذات البين، ويلم به الشعث، و يشعب به الصدع، و يكسو به العاري، و يشبع به الجائع، و يؤمن به الخائف، و ينزل به القطر، و يأتمر



[ صفحه 128]



له العباد، خير كهل، و خير ناشي ء. قوله حكم، و صمته علم يبين للناس ما يختلفون فيه..» [4] .

و قد أخبر (ع) بما منح الله به ولده بأن جعل من ذريته مهدي آل محمد (ع) الذي بشر به النبي و الأئمة من بعده، و هو الذي يقيم الاعوجاج و يصلح ما فسد من نظام الدنيا و الدين، و لا يخرج حتي يسود الفساد و يعم الظلم و تنتشر الفوضي، و يشيع التفسخ، و تموج الأرض بالفتن و الاضطراب عجل الله فرجه، و جعلنا من دعاته و أنصاره.

3- داود بن كثير:

و هرع داود بن كثير، الي الامام أبي عبدالله يسأله عن الامام من بعده قائلا:

جعلني الله فداك، و قد مني للموت قبلك، ان كان كون فالي من أرجع؟

- الي ابني موسي.

واطمأن داود بذلك، واستراح ضميره فلم يداخله الشك و لم يتحير في معرفة الامام كما حدث بذلك بقوله: «ما شككت في موسي طرفه عين [5] .

4- الفيض بن المختار:

و تشرف الفيض بزيارة الامام أبي عبدالله عليه السلام فجري بينهما حديث في شأن أبي الحسن موسي، و بينما هما يتحدثان في أمره اذ دخل الامام موسي فالتفت أبوعبدالله الي الفيض قائلا:

«يا فيض هو صاحبك الذي سألت عنه، فقم فقر له بحقه».



[ صفحه 129]



فاندفع الفيض يلثم يد الامام و رأسه، و يدعو الله له بالبقاء و الحياة، و التفت الي أبي عبدالله قائلا:

- جعلت فداك أفأخبر به أحدا...؟

- نعم أهلك، و ولدك، و رفقاءك.

و بهذا نقف علي مدي التكتم الشديد من الامام و شيعته، خوفا من السلطة الجائرة، وانبري الفيض الي خلص أصحابه فأتحفهم بهذا النبأ المسر و كان من جملتهم يونس بن ظبيان، فأراد أن يزداد يقينا فبادر الي ثوي الامام فلما انتهي اليه بادر اليه الامام أبوعبدالله قائلا:

«يا يونس، الأمر كما قال لك الفيض».

فانصرف يونس و هو مثلوج القلب قد غمره الفرح و السرور بهذه النعمة التي ظفر بها [6] .

5- ابراهيم الكرخي:

و زار ابراهيم الكرخي الامام جعفر بن محمد (ع) و بينما هو جالس بخدمة الامام اذ أقبل أبوالحسن موسي فقام اليه ابراهيم اجلالا، فالتفت اليه أبوعبدالله.

«يا ابراهيم: اما انه صاحبك من بعدي، اما ليهلكن فيه قوم، و يسعد فيه آخرون، فلعن الله قاتله، و ضاعف العذاب علي روحه، اما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه سمي جده - يعني محمد المهدي عجل الله فرجه سمي النبي و شبيهه في تحطيمه للظلم و القضاء علي الظالمين - و وارث علمه، يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له ولكن الله بالغ أمره و لو كره المشركون».

و أخذ يتحدث عن ولده، و ما منحه الله من اللطف و الكرامة قائلا:



[ صفحه 130]



«يخرج الله من صلبه تمام اثني عشر مهديا، اختصهم الله بكرامته، و أحلهم دار قدسه، المقر بالثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (ص) يذب عنه».

و لما انتهي (ع) الي هذه الفقرات من حديثه دخل عليه بعض عملاء الأمويين فقطع (ع) الحديث، و أراد ابراهيم اتمامه فلم يظفر به فرحل عن يثرب الي وطنه و لما كان العام المقبل تشرف بالمثول بين يدي الامام و هو يتحرق شوقا الي سماع بقية كلامه فأدرك عليه السلام ذلك فقال:

«يا ابراهيم: المفرج الكرب عن شيعته بعد ضنك شديد، و بلاء طويل، و جزع و خوف، فطوبي لمن أدركه، ثم قال له: حسبك يا ابراهيم».

و فرح ابراهيم بهذ الكلام من حديث الامام و انطلق يقول:

«ما رجعت بشي ء أسر من هذا لقلبي، و لا أقر لعيني» [7] .

6- عيسي العلوي:

و دخل عيسي بن عبدالله العلوي علي الامام جعفر بن محمد يسأله عن الحجة من بعده قائلا:

«ان كان كون - و لا أراني الله ذلك - فبمن أءتم؟».

فأومأ عليه السلام الي ولده موسي فانبري عيسي قائلا:

- فان حدث بموسي حدث فبمن أءتم؟.

- بولده.

- فان حدث بولده حدث، و ترك أخا كبيرا و ابنا صغيرا فبمن أءتم؟.

- بولده، ثم هكذا أبدا.

- فان لم أعرفه، و لا أعرف موضعه؟.



[ صفحه 131]



- تقول: اللهم، اني أتولي من بقي من حججك من ولد الامام الماضي فان ذلك يجزيك..» [8] .

7- معاذ بن كثير:

و قصد معاذ بن كثير [9] الامام الصادق يسأله عن الامام الذي يتولاه من بعده قائلا:

«أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها..».

- قد فعل الله ذلك.

- من هو جعلت فداك؟.

فأشار الي ولده موسي و هو راقد قائلا: هذا الراقد، و كان آنذاك غلاما [10] .

8- منصور بن حازم:

و دخل منصور بن حازم علي الامام أبي عبدالله يطلب منه تعيين الامام من بعده قائلا:

- بأبي أنت و أمي ان الأنفس يغدا عليها و يراح فاذا كان ذلك فمن؟

فقال أبوعبدالله: فهذا هو صاحبكم، و أشار الي أبي الحسن موسي ثم وضع يده علي منكب ولده مدلا عليه، و كان عمره آنذاك خمس سنين [11] .



[ صفحه 132]



9- سليمان بن خالد:

و حدث سليمان بن خالد قال: كنت جالسا أنا و جماعة من أصحابي عند الامام أبي عبدالله عليه السلام فدعا (ع) ولده موسي فلما مثل بين يديه التفت الي أصحابه قائلا:

«عليكم بهذا بعدي، فهو و الله صاحبكم» [12] .

10- صفوان الجمال:

تقدم نص حديثه الذي استدللنا به علي ذكاء الامام و عبقريته في دور طفولته.

11- اسحاق بن جعفر:

و حدث اسحاق بن الامام الصادق قال: كنت عند أبي فسأله عمران ابن علي عن الامام من بعده قائلا:

- جعلت فداك الي من نفزع و يفزع الناس بعدك؟.

- الي صاحب الثوبين الأصفرين الطالع عليكم من الباب.

فجعل علي يتشوف و يترقب الداخل من الباب فلم يلبث أن خرج اليهم الامام موسي، و هو صبي يافع و عليه ثوبان اصفران، و عنده غديرتان [13] .

12- علي بن جعفر:

و روي علي نجل الامام الصادق عليه السلام، قال: «سمعت أبي جعفر ابن محمد (ع) يقول لجماعة من خاصته و أصحابه، استوصوا بابني موسي خيرا فانه أفضل ولدي، و من اخلف بعدي، و هو القائم مقامي و الحجة لله تعالي علي كافة خلقه» [14] .



[ صفحه 133]



13- يزيد بن اسباط:

و دخل يزيد بن اسباط علي الامام أبي عبدالله (ع) عائدا له في مرضه الذي توفي فيه. فالتفت له الامام قائلا:

«يا يزيد أتري هذا - و أشار لولده موسي - اذا رأيت الناس قد اختلفوا فيه، فاشهد علي بأني اخبرتك أن يوسف انما كان ذنبه عند اخوته حتي طرحوه في الجب، الحسد له حين اخبرهم أنه رأي أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر له ساجدين و كذلك لابد لهذا الغلام من أن يحسد..».

ثم استدعي بأولاده عبدالله و اسحاق و محمد و العباس، و موسي فقال لهم:

«هذا - و أشار لولده موسي - وصي الأوصياء، و عالم العلماء، و شهيد علي الأموات و الأحياء..» [15] .

14- سلمة بن محرز:

وندد بعض المنافقين من العجلية في عقيدة الشيعة التي تنص علي أن الامام لابد أن يخلفه امام، و الامام الصادق ليس له خلف ليقوم مقامه، و قد ذكر ذلك أمام سلمة بن محرز فلما سمع كلامه فزع الي الامام (ع)

- و هو متألم - لينقل له حديثه و يطلب منه تعيين الامام من بعده قائلا: «سيدي: ان رجلا من العجلية، قال لي: كم عسي أن يبقي لكم هذا الشيخ - يعني أباعبدالله - انما سنة أو سنتان حتي يموت، ثم تصيرون ليس لكم أحد تنظرون اليه..».

- فقال له أبوعبدالله: ألا قلت له: هذا موسي بن جعفر قد أدرك ما يدرك الرجال... الخ [16] .



[ صفحه 134]



15- زرارة بن أعين:

و روي زرارة بن اعين [17] قال: دخلت علي أبي عبدالله (ع) و كان عنده سيد ولده أبوالحسن موسي، و في مجلسه جثمان قد غطي بثوب فأمرني أبوعبدالله (ع) أن أحضر له داود الرقي، و حمران و أبابصير، فخرجت لدعوتهم فصادفني المفضل بن عمر قاصدا نحو الامام، و رأيت الناس تتوافد علي بيت الامام: فمضيت مسرعا فدعوت القوم اليه فلما تشرفوا بمقابلته التفت (ع) الي داود الرقي فقال له: اكشف عن وجه اسماعيل، فكشف عن وجهه و اذا به جثة هامدة لا حراك فيها فقال عليه السلام لداود:

- يا داود: أهو حي أم ميت؟

- يا سيدي: بل هو ميت.

و جعل يعرض ذلك علي جميع حضار مجلسه يشهدهم علي وفاته، و يطلب منهم الاقرار و الاعتراف بموته، و انما فعل دلك ليفند مزاعم بعض الشيعة الذين ذهبوا الي أن اسماعيل هو الامام بعد أبيه نظرا لصلاحه و وفور علمه



[ صفحه 135]



فأراد (ع) أن يثيبهم الي الرشاد، و يرجعهم الي الصواب، و يدلهم علي أن الامام من بعده ولده موسي، ثم أنه أمر بتجهيزه فغسل و أدرج في اكفانه ثم أمر المفضل بن عمر أن يحسر عن وجهه ثانيا ليراه الناس و يقطعوا بموته حتي لا يبقي مجال للشك في ذلك، و بعد هذا أراد الزيادة في التأكيد و نفي الريب فالتفت الي جميع أصحابه قائلا:

- أهو حي أم ميت؟.

فهتفوا جميعا معترفين بموته فرفع (ع) يديه الي السماء وانطلق يقول:

«اللهم: اشهد فانه سيرتاب فيه المبطلون، يريدون اطفاء نور الله - و أشار لولده موسي - بأفواههم، والله متم نوره و لو كره المشركون» ثم انه أمر أن يواري الجثمان في مقره الأخير، و بعد أن وسد في ملحود قبره و أهيل عليه التراب التفت الي أصحابه ليرفع عنهم الشبه و الظنون قائلا:

«الميت، المكفن، المحنط، المدفون في هذا اللحد من هو؟.

فانبروا جميعا قائلين: انه اسماعيل، فقال (ع): اللهم: اشهد، ثم أخذ بيد ولده موسي و هو يقول:

«هو الحق، والحق معه و منه الي أن يرث الله الأرض و من عليها...» [18] .

و قد فند (ع) بهذه التصريحات المتكررة الشبه التي حامت عند بعض أصحابه حول امامة ولده اسماعيل، و قد بين لهم غير مرة أن الامامة ليست بيده و انما هي بيد الله تعالي فهو الذي يمنحها لمن يشاء من عباده، و قد روي أبوبصير قال كنت عند أبي عبدالله (ع) فذكر أصحابه الأوصياء و ذكروا اسماعيل، فالتفت الي الامام قائلا:

- لا والله، يا أبامحمد، ما ذاك الينا، و ما هو الا الله عزوجل ينزل



[ صفحه 136]



واحدا بعد واحد..» [19] .

و قد صرح (ع) بأن تعيين الامام لا يرجع اليه و انما هو بيد الله تعالي فهو الذي يختاره من بين عباده ممن تتوفر فيه النزعات الخيرة والمواهب الكريمة و ليس لأحد - بعد ذلك - أن يختار، و قد عرف ذلك و آمن به الخواص من الشيعة كما حدث بذلك ظريف بن ناصح [20] قال: كنت مع الحسين بن زيد و معه ابنه علي اذ مربنا أبوالحسن موسي عليه السلام فسلم وانصرف، فقلت للحسين:

«جعلت فداك يعرف موسي بقائم آل محمد (ع)؟».

- ان يكن أحد يعرفه فهو، ثم قال: و كيف لا يعرفه؟! و عنده خط علي بن أبي طالب و املاء رسول الله (ص)».

فانبري اليه ولده قائلا:

- كيف لم يكن ذلك عند أبي زيد بن علي؟!.

- يا بني: ان علي بن الحسين، و محمد بن علي سيدا الناس و امامهم فلزم - يا بني - أبوك زيد أخاه، و تأدب بأدبه، و تفقه بفقهه.

- يا أبة: ان حدث بموسي (ع) حدث يوصي الي أحد من اخوته.

- لا - والله لا يوصي الا الي ابنه..» [21] .

16- بعض الشيعة:

و دخل علي الامام بعض شيعته يطلب منه أن يعين له الامام من



[ صفحه 137]



بعده فقال (ع):

«سابعكم قائمكم ألا و هو سمي صاحب التوراة - يعني موسي بن عمران عليه السلام - [22] .

17- بعض أصحابه:

و تشرف بعض أصحاب الامام بمقابلته فطلب منه أن يعين له الحجة من بعده فقال (ع) له: عد الأيام فعدها من الأحد حتي بلغ السبت فقال له الامام:

- كم عددت؟.

- سبعة.

فانبري قائلا: سبت السبوت، و شمس الدهور، و نور الشهور، من لا يلهو، و لا يلعب، و هو سابعكم قائمكم، ثم أشار لولده موسي [23] .

الي هنا ينتهي بنا الحديث عن بعض النصوص الواردة من الامام جعفر بن محمد (ع) في امامة ولده أبي الحسن موسي (ع)، و هي تفيد القطع بامامته، و الامامة - كما ذكرنا - من أهم الطاف الله تعالي التي خص بها أئمة أهل البيت، فبها تلتقي جميع عناصر الصلاح و الكمال، و نعرض فيما يلي الي بعض مثله الأخري التي تكشف عن سر امامته.


پاورقي

[1] تأتي ترجمته في كوكبة الرواة و الأصحاب.

[2] البحار: (ج 11 ص 234) الارشاد.

[3] تأتي ترجمته.

[4] البحار: (ج 11 ص 234).

[5] نفس المصدر.

[6] أصول الكافي: (ج 1 ص 309 (البحار) ج 11 ص 234).

[7] البحار: (ج 11 ص 235).

[8] أصول الكافي: (ج 1 ص 309) البحار: (ج 11 ص 235.

[9] معاذ بن كثير الكسائي الكوفي من خواص الامام أبي عبدالله و من فقهاء هذه الطائفة و أحد أعلامها، جاء ذلك في التعليقات: (ص 335).

[10] كشف الغمة: (ص 244) أصول الكافي: (ج 1 ص 308) البحار: (ج 11 ص 235) الارشاد: (ص 264).

[11] أصول الكافي: (ج 1 ص 309).

[12] الارشاد: (ص 265) أصول الكافي: (ج 1 ص 310).

[13] كشف الغمة: (ص 244) الارشاد: (ص 265) البحار.

[14] كشف الغمة: (ص 244) الارشاد: (ص 266).

[15] البحار: (ج 11 ص 236).

[16] البحار: (ج 11 ص 237).

[17] زرارة بن أعين الشيباني من أقطاب الشيعة و في طليعة علمائها في الفقه و الحديث و الكلام - كما قال ابن النديم - و قد اعتزبه الامام أبوعبدالله عليه السلام فنصبه علما للفتيا بين شيعته، و قال للفيض بن المختار: «اذا أردت حديثا فعليك بهذا الجالس و أومأ بيده الي زرارة» و قال عليه السلام: «لولا زرارة و نظراؤه لاندرست أحاديث أبي» و روي زرارة الكثير من فقه أهل البيت و أحاديثهم و كل ما رواه فهو صحيح مقبول، و نظرا لاتصاله الوثيق و قربه بأهل البيت فقد طعن فيه أعدائهم و مخالفوهم فاتهموه بشتي التهم و الطعون، و لم يحط ذلك من كرامته و منزلته، فقد عرف الجميع ما لزرارة من أياد بيضاء علي العلم و الدين، توفي رحمه الله سنة 150 ه راجع ترجمته في النجاشي و الكشي و الفهرست و التعليقات و لسان الميزان و غيرها.

[18] البحار: (ج 11 ص 237).

[19] البحار: (ج 11 ص 227).

[20] ظريف بن ناصح: كوفي نشأ ببغداد ثقة في حديثه، ألف عدة كتب منها كتاب (الديات)، و كتاب (الحدود)، و كتاب (النوادر) جاء ذلك في التعليقات ص 186.

[21] زيد بن علي ص 193 نقلا عن قرب الاسناد مخطوط.

[22] دائرة المعارف لفريد و جدي: (ج 9 ص 594) الملل و النحل.

[23] نفس المصدر.