بازگشت

الرابطة الزوجية في الاسلام تقوم علي المساواة والغاء التفاوت، اهل البيت يتبنون ذل


الرابطة الزوجية في الاسلام تقوم علي المساواة والغاء التفاوت، اهل البيت يتبنون ذلك بصورة ايجابية، الأمويون يعارضون ذلك
«أما بعد، فقد بلغني كتابك تعنفني بتزويجي مولاتي، و تزعم أنه كان في نساء قريش من أمجد به في الصهر، واستنجبه في الولد، و انه ليس فوق رسول الله (ص) مرتقي في مجد، و لا مستزاد في كرم، و انما كانت ملك يميني خرجت مني بأمر أراده الله عزوجل التمست فيه ثوابه ثم ارتجعتها علي سنته، و من كان زكيا في دينه فليس يخل به شي ء من أمره، و قد رفع الله بالاسلام الخسيسة، و أتم به النقيصة، و أذهب اللوم فلا لوم علي امري ء مسلم، انما اللوم لوم الجاهلية..» [1] .

هذا هو منطق الاسلام في عدله و مساواته، فالشرف الواقعي في حسابه يحوم حول طاعة الله، و التمسك بأهداب دينه، فمن هذب نفسه، وصانها عن الاثم و المنكر، و تحرج في دين الله، فهو الفذ الذي له الامتياز في الاسلام، و أما التفوق بالعنصريات و سائر الاعتبارات المادية الاخري، فانها لا تدخل في منطق الفضل والشرف عند الله.

أي حزازة علي الامام حينما تزوج بأمة مسلمة بعدما أعتقها فانه لم يجاف بذلك كتاب الله و سنة نبيه.

ان الاسلام بكل اعتزاز و فخر قد ساوي بين جميع المسلمين، و جعل المسلم كفؤ المسلمة والغي جميع التفوقات التي ينظر اليها العرف الجاهلي، و قد زوج الرسول الاعظم زينب بنت جحش من مولاه زيد بن حارثة، و هو لا يدانيها في مكانتها الاجتماعية، و قصة جويبر البائس المسكين مشهورة مستفيضة، و بذلك فقد أقام الاسلام قاعدة اساسية للرابطة الزوجية تبتني علي الوحدة في الدين، والمحبة في الله.

و لما اتسع الاسلام في عصوره الاولي، و غزت جنوده الباسلة اكثر



[ صفحه 40]



المعمورة في الدعوة الي الله اتسعت حركة الرقيق و جلبه اتساعا هائلا، لا يخلو في كثير من صوره - فيما نحسب - عن عدم المشروعية، و ذلك لعدم التزام السلطات الحاكمة في تلك العصور بما أثر عن الاسلام في كيفية الرق.

و علي أي حال فقد كانت أسواق يثرب تعج بالنخاسين الذين يجلبون الرقيق لبيعه، و كان شارع في بغداد يسمي شارع الرقيق [2] يعرض فيه الرقيق لبيعه.

و كان موقف أهل البيت أمام هذا الرقيق المنكوب هو الرحمة به والعطف عليه فكانوا يشترون منه حسب المستطاع، و يعتقونه لوجه الله، فكان احمد ابن الامام موسي (ع) يستنسخ المصحف ثم يبيعه و يشتري بثمنه الرقيق و يعتقهم لوجه الله، و قد اعتق الف نسمة من كد يده، و لم يكتفوا بهذا البر و انما كانوا يسدون يدا علي من اعتقوه فيمنحونه نصيبا وافرا من المال ليستغني به عما في أيدي الناس، فيتخلص بذلك في وقت و احد من رق العبودية و كابوس الفقر.

و كان الامام موسي يحفز أصحابه، و يحثهم علي اتخاذ القيان، والزواج بهن فقد قال لهم:

«اتخذوا القيان، فان لهن فطنا و عقولا ليست لكثير من النساء..» [3] .

و لم يقتصر أهل البيت (ع) علي هذا الاحسان المستفيض للرقيق، و انما تعدوه الي المصاهرة، و ذلك للتدليل علي الغاء الاسلام للتفاوت، و تحطيما للاجراءات الاموية القاسية التي اتخذت ضدهم.

و كانت ام الامام موسي من تلكم النسوة اللاتي جلبن لاسواق يثرب و قد خصها الله بالفضل، و عناها بالشرف، فصارت وعاءا للامامة،



[ صفحه 41]



و اناءا للفضيلة و الكرامة.


پاورقي

[1] اعيان الشيعة 4 / 480.

[2] مروج الذهب 3 / 316.

[3] الاتحاف بحب الاشراف: ص 55.