بازگشت

عبادته و تقواه


نشأ الامام موسي في بيت القداسة و التقوي، و ترعرع في معهد العبادة و الطاعة، بالاضافة الي أنه ورث من آبائه حب الله و الايمان به و الاخلاص له فقد قدموا نفوسهم قرابين في سبيله، و بذلوا جميع امكانياتهم في نشر دينه و القضاء علي كلمة الشرك و الضلال؟ فأهل البيت أساس التقوي و معدن الايمان العقيدة، فلولاهم ما عبدالله عابد و لا وحده موحد. و ما حقت فريضة، و لا أقيمت سنة، و لا ساغت في الاسلام شريعة.

لقد رأي الامام (ع) جميع صور التقوي ماثلة في بيته، فكان أبوه



[ صفحه 139]



الامام الصادق (ع) لا يخلو - كما يقول مالك - من خصال ثلاث: اما صائما و اما قائما، و اما ذاكرا، و كان يطعم الفقراء و يكسوهم حتي لم يبق لعياله شي ء من طعام و كسوة [1] بذل كل ذلك بسخاء في سبيل الله و التقرب اليه.

رأي الامام موسي ذلك من أبيه فتطبع عليه و صار من مقومات ذاته و من عناصر شخصيته، و حدث المؤرخون أنه كان أعبد أهل زمانه [2] حتي لقب بالعبد الصالح، و بزين المجتهدين اذ لم تر عين انسان نظيرا له قط في الطاعة و العبادة، و نعرض انموذجا من مظاهر طاعته و عبادته:


پاورقي

[1] صفوة الصفوة: (ج 2 ص 98).

[2] جوهرة الكلام: ص 139.