اقوال وآراء
و ظاهرة أخري من حياة الامام موسي (ع) ربما تكون أعمق، و اكثر شمولا من غيرها و هي اجماع معظم المسلمين علي اختلاف ميولهم و مذاهبهم علي اجلاله و تعظيمه، و انه في مقدمة القافلة من أئمة المسلمين في علمه و تقواه و زهده و تحرجه في الدين، و انه ممن طبق العالم شذي و عبيرا بسيرته و سلوكه و رسوخ يقينه، و قد سجل كبار العلماء و المؤلفين و غيرهم انطباعاتهم و احاسيسهم و هي مليئة بالاكبار و التعظيم له. و فيما يلي عرض لذلك:
1- الامام الصادق:
و أشاد الامام الصادق عليه السلام بفضل ولده، و بين للمسلمين ما مثل فيه من المواهب و العبقريات، فقال:
«ولدي موسي شبيه عيسي بن مريم» [1] .
و قال: «وفيه علم الحكمة، و الفهم، و السخاء، و المعرفة بما يحتاج الناس اليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق، و الجوار، و هو باب من أبواب الله».
و أثرت عنه كثير من الاخبار و هي تشيد بفضل الامام موسي(ع) و تعرب عن مآثره و مواهبه.
2- هارون الرشيد:
واعترف هارون الرشيد - الذي هو خصم الامام و أعدي أعدائه - بمواهب الامام و مناقبه، و أنه أحق بالخلافة من غيره، و قد صرح بذلك حينما سأله ولده المأمون عن اكباره و تقديره له، فقال له:
«يا بني: هذا امام الناس و حجة الله علي خلقه، و خليفته علي عباده، أنا امام الجماعة في الظاهر و الغلبة و القهر، و انه والله لأحق بمقام رسول الله (ص) مني و من الخلق جميعا، و والله لو نازعني في هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناه فان الملك عقيم» و أضاف الي ذلك قوله: «يا بني
[ صفحه 166]
هذا وارث علم النبيين هذا موسي بن جعفر ان أردت العلم الصحيح تجده عند هذا» [2] .
3- ابن الساعي:
«اما الامام الكاظم فهو صاحب الشأن العظيم، و الفخر الجسيم، كثير التهجد، الجاد في الاجتهاد، المشهود له بالكرامات، المشهور بالعبادات المواظب علي الطاعات، يبيت الليل ساجدا، و قائما و يقطع النهار متصدقا و صائما، و لفرط حلمه، و تجاوزه عن المعتدين عليه كان كاظما، يجازي المسي ء باحسانه اليه، و يقابل الجاني بعفوه عنه، و لكثرة عبادته يسمي بالعبد الصالح، و يعرف بالعراق بباب الحوائج الي الله لنجح المتوسلين الي الله تعالي به، كراماته تحار منها العقول، و تقضي بان له قدم صدق عند الله لا تزول» [3] .
4- عبدالله بن أسعد اليافي:
«الامام موسي كان صالحا عابدا، جوادا حليما، كبير القدر، و هو أحد الأئمة الاثني عشر المعصومين في اعتقاد الامامية، و كان يدعا بالعبد الصالح لعبادته و اجتهاده، و كان سخيا كريما، كان يبلغه عن الرجل ما يؤذيه فيبعث اليه بصرة فيها الف دينار» [4] .
5- ابن الجوزي:
«موسي بن جعفر كان يدعا العبد الصالح، و كان حليما و كريما اذا بلغه عن رجل ما يؤذيه بعث اليه بمال» [5] .
[ صفحه 167]
6- أبوحاتم:
«موسي بن جعفر ثقة صدوق امام من أئمة المسلمين» [6] .
7- القرماني:
«موسي هو الامام الكبير الأوحد، الحجة الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما، المسمي لفرط حلمه و تجاوزه عن المعتدين كاظما، و هو المعروف بباب الحوائج لأنه ما خاب المتوسل به في قضاء حاجته قط» [7] .
8- محمد بن احمد الذهبي:
«كان موسي من أجواد الحكماء، و من العباد الأتقياء، و له مشهد معروف ببغداد..» [8] .
9- خير الدين الزركلي:
«موسي بن جعفر الصادق بن الباقر، أبوالحسن سابع الأئمة الاثني عشر عند الامامية، كان من سادات بني هاشم، و من أعبد أهل زمانه، و أحد كبار العلماء الأجواد..» [9] .
10- الحسن بن عبدالله البخشي:
«هو الامام الكبير القدر، والكثير الخير، كان رضي الله عنه يسهر ليله و يصوم نهاره، و سمي كاظما لفرط تجاوزه عن المعتدين، و هو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج، لأنه ما خاب المتوسل به في قضاء حاجته قط و كانت له كرامات ظاهرة و مناقب باهرة، تسنم ذروة الشرف و علاها و سما
[ صفحه 168]
أوج المزايا فبلغ أعلاها..» [10] .
11- احمد بن عبدالله الخزرجي:
«موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبوالحسن الكاظم: المدني، روي عن أبيه، و عنه ابنه علي الرضا و أخواه علي و محمد ابنا جعفر بن محمد، و طائفة، قال أبوحاتم، ثقة صدوق امام من أئمة المسلمين و قال يحيي بن الحسين انه اذا بلغه عن رجل يؤذيه، يبعث اليه بصرة فيها الف دينار، و حبسه المهدي ثم أطلقه..» [11] .
12- ابن حجر العسقلاني:
«موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبوالحسن الهاشمي المعروف بالكاظم صدوق عابد من الطبقة السابعة..» [12] .
13- السيد علي فكري:
«قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الامام الكبير القدر الأوحد الحجة الحبر، جمع من الفقه و الدين بما لا مزيد عليه..» [13] .
14- الدكتور زكي مبارك:
«كان موسي بن جعفر سيدا من سادات بني هاشم، و اماما مقدما في العلم والدين..» [14] .
[ صفحه 169]
15- علي بن محمد المالكي الشهير بابن الصباغ:
«و أما مناقبه، و كراماته الظاهرة، و فضائله و صفاته الباهرة تشهد له بأنه اقترع [15] قبة الشرف و علاها، و سما الي أوج المزايا فبلغ أعلاها و ذللت له كواهل السيادة فامتطاها، و حكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فاصطفاها..» [16] .
16- الفضل بن الحسن الطبرسي:
«قد اشتهر بين الناس أن أباالحسن موسي كان أجل ولد الصادق شأنا، و أعلاهم في الدين مكانا، و أفصحهم لسانا، و كان أعبد أهل زمانه و أعلمهم و أفقههم..» [17] .
17- محمد أمين غالب:
«و كان العلويون يقتدون بالرجل العظيم الامام موسي الكاظم، المشهور بالتقوي، و كثرة العبادة حتي سماه المسلمون «العبد الصالح» و كان يلقب أيضا بالرجل الصالح تشبيها له بصاحب موسي بن عمران، المذكور في القرآن، و كان كريما سخيا..» [18] .
18- ابن معية:
«الامام موسي الكاظم و يلقب بأبي الحسن، و أبي ابراهيم، و امه أم ولد و كان عظيم الفضل جليل القدر حبسه الهادي ثم أطلقه لمنام رآه،
[ صفحه 170]
ثم حبسه الرشيد و مضي في حبسه شهيدا» [19] .
19- السيد كاظم اليماني:
«موسي الكاظم و هو خامس سبط و سابع امام سمي الكاظم لكظمه الغيظ و حلمه، و كان يخرج بالليل، و في كمه صرر من دراهم فيعطي من أراد بره، و كان يضرب المثل بصبر موسي و سيرته، و كان اذا صلي العشاء لم يزل يحمد الله و يدعو الي نصف الليل، و اذا صلي الصبح ذكر الله تعالي الي طلوع الشمس، و كان هذا دأبه..» [20] .
20- محمد بن علي بن شهر اشوب:
«و كان الامام أجل الناس شأنا، و أعلاهم في الدين مكانا، و أسخاهم بنانا، و أفصحهم لسانا، و أشجعهم جنانا، قد خص بشرف الولاية و حاز ارث النبوة، و تبوأ محل الخلافة، سليل النبوة و عقيد الخلافة» [21] .
21- السيد ضامن بن شدقم:
«السيد الكريم، و الامام الحليم، و سمي الكليم و الصابر الكظيم، صاحب العسكر ذو الشرف الأنور، و النور الأزهر و المجد الأظهر، و النسب الاطهر الصالح الأمين، الصابر الصائم، القائم، الحاكم علي المحكوم، الشهيد المسموم المشهود له بالكرامات، المجد في العبادات، المواظب علي الطاعات المقيم ليله راكعا و ساجدا، الصائم نهاره، و في سبيل الله مجاهدا، المجازي المسي ء باحسانه، الكاظم غيظه، المنتشر حلمه وامتنانه، قائد الجيش، المدفون بمقابر قريش، الامام بالحق أبي ابراهيم، و أبي الحسن الامام موسي الكاظم
[ صفحه 171]
ابن الامام جعفر الصادق..» [22] .
22- علي بن محمد الصوفي:
«كان موسي عظيم الفضل رابط الجأش، واسع العطاء، و قيل ان أهله كانوا يقولون: عجبا لمن جاءته صرار موسي فشكا القلة..» [23] .
23- محمد الصبان:
«أما موسي الكاظم فكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، و كان من أعبد أهل زمانه و من أكابر العلماء الأسخياء..» [24] .
24- احمد بن حجر الهيثمي:
«موسي الكاظم: هو وارث أبيه علما و معرفة و كمالا و فضلا سمي الكاظم لكثرة تجاوزه و حلمه، و كان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، و كان أعبد اهل زمانه، و أعلمهم و أسخاهم» [25] .
25- احمد بن أبي يعقوب المعروف بابن واضح:
«كان موسي بن جعفر عليه السلام من أشد الناس عبادة، و كان قد روي عن أبيه» [26] .
26- عبد الوهاب الشعراني:
«موسي الكاظم أحد الأئمة الاثني عشر، و هو ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، كان يكني بالعبد الصالح لكثرة عبادته و اجتهاده و قيامه بالليل، و كان اذا بلغه عن أحد يؤذيه يبعث اليه
[ صفحه 172]
بمال...» [27] .
27- النبهاني:
«موسي الكاظم أحد أعيان أكابر الأئمة من ساداتنا آل البيت هداة الاسلام رضي الله عنهم أجمعين، و نفعنا ببركتهم و أماتنا علي حبهم وحب جدهم الأعظم..» [28] .
28- محمد بن طلحة الشافعي:
«موسي بن جعفر الكاظم (ع) هو الامام الكبير القدر، العظيم الشأن الكبير، المجتهد الجاد في الاجتهاد، المشهور بالكرامات، يبيت الليل ساجدا و قائما، و يقطع النهار متصدقا و صائما، و لفرط حلمه و تجاوزه عن المعتدين عليه، دعي كاظما، كان يجازي المسي ء باحسانه اليه، و يقابل الجاني بعفوه عنه، و لكثرة عبادته كان يسمي بالعبد الصالح، و يعرف بالعراق بباب الحوائج الي الله لنجح مطالب المتوسلين الي الله تعالي به، كراماته تحار منها العقول، و تقضي بأن له عند الله تعالي قدم صدق لا تزل و لا تزول» [29] .
29- الشيخ المفيد:
«كان أبوالحسن موسي أعبد أهل زمانه، و أفقههم و أسخاهم كفا و أكرمهم نفسا، و كان أوصل الناس لأهله و رحمه، و كان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل اليهم الزنبيل فيه العين و الورق، و الأدقة و التمور فيوصل اليهم ذلك و لا يعلمون من أي جهة هو» [30] .
[ صفحه 173]
30- حفص:
«ما رأيت أحدا أشد خوفا علي نفسه من موسي بن جعفر، و لا أرجي للناس منه» [31] .
31- الشبلنجي:
«قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الامام الكبير القدر الأوحد الحجة الحبر الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما المسمي، لفرط حلمه و تجاوزه عن المعتدين كاظما، و هو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج الي الله و ذلك لنجح المتوسلين به..» [32] .
32- علي بن عيسي الأربلي:
«مناقب الكاظم (ع) و فضائله و معجزاته الظاهرة، و دلائله و صفاته الباهرة، و مخائله تشهد أنه اقترع قمة الشرف و علاها و سما الي أوج المزايا فبلغ أعلاها، و ذللت له كواهل السيادة فركبها و امتطاها، و حكم في غنائم المجد فاختار صفاياها واصطفاها:
تركت و الحسن تأخذه
تصطفي منه و تنتجب
فانتقت منه أحاسنه
واستزادت فضل ما تهب
طالت أصوله فسمت الي أعلي رتب الجلال، و طابت فروعه فعلت الي حيث لا ينال، يأتيه المجد من كل أطرافه، و يكاد الشرف يقطر من أعطافه، «أتاه المجد من هنا و هنا، و كان له بمجتمع السيول» السحاب الماطر قطرة من كرمه، و العباب الزاخر نغبة [33] من نغبه و اللباب الفاخر من عد من
[ صفحه 174]
عبيده و خدمه كأن الشعري [34] علقت في يمينه، و لا كرامة للشعر العبور و كأن الرياض أشبهت خلايقه، و لا نعمي لعين الروض الممطور و هو عليه السلام غرة في وجه الزمان، و ما الغرور و الحجول [35] و هو أضوأ من الشمس و القمر، و هذا جهد ما يقال بل هو والله أعلي مكانة من هذه الأوصاف و أسمي و أشرف عرقا من هذه النعوت و أنمي، فكيف تبلغ المدايح كنه مقداره أو ترقي همة البليغ الي نعت فخاره، أو تجري جياد الأقلام في حلبات صفاته، أو يسري خيال الأوهام في ذكر حالاته، كاظم الغيظ، و صائم القيظ، عنصره كريم، و مجده حادث و قديم، و خلق سؤدده وسيم، و هو بكل ما يوصف به زعيم، الآباء عظام و الأبناء كرام و الدين متين و الحق ظاهر مبين، و الكاظم في أمر الله قوي أمين، و جوهر فضله غال ثمين، و واصفه لا يكذب و لا يمين، قد تلقي راية الامامة باليمين فسما (ع) الي الخيرات منقطع القرين، و أنا أحلف علي ذلك فيه و في آبائه باليمين، كم له من فضيلة جليلة، و منقبة بعلو شأنه كفيلة، و هي ان بلغت الغاية بالنسبة اليه قليلة، و مهماعد من المزايا و المفاخر فهي فيهم صادقة و في غيرهم مستحيلة اليهم ينسب العظماء و عنهم يأخذ العلماء و منهم يتعلم الكرماء، و هم الهداة الي الله تعالي، فبهداهم اقتده..» [36] .
33 الخطيب البغدادي:
«و كان الامام موسي سخيا كريما، و كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث اليه بصرة فيها الف دينار، و كان يصر الصرر ثلثمائة دينار و أربعمائة
[ صفحه 175]
و مائتين ثم يقسمها بالمدينة، و كانت صرر موسي بن جعفر اذا جاءت الانسان استغني..» [37] .
34- الدكتور محمد يوسف موسي:
«و نستطيع أن نذكر أن أول من كتب في الفقه هو الامام موسي الكاظم الذي مات سجينا عام 183 ه و كان ما كتبه اجابة عن مسائل وجهت اليه تحت اسم (الحلال ولحرام) [38] .
35- الشيخ سليمان المعروف بخواجة كلان:
«موسي الكاظم و هو وارثه - أي وارث أبيه جعفر بن محمد - علما و معرفة و كمالا و فضلا، سمي الكاظم لكثرة تجاوزه و حلمه، و كان عند أهل العراق معروفا بباب قضاء الحوائج، و كان أعبد أهل زمانه و أعلمهم و أسخاهم..» [39] .
36- النسابة أحمد بن علي:
«كان موسي الكاظم عظيم الفضل رابط الجأش، واسع العطاء لقب بالكاظم لكظمه الغيظ، و حلمه، و كان يخرج في الليل و في كمه صرر من الدراهم فيعطي من لقيه و من أراد بره، و كان يضرب المثل بصرة موسي و كان أهله يقولون: عجبا لمن جاءته صرة موسي فشكا القلة» [40] .
37- محمود بن وهيب القراغولي:
«موسي بن جعفر وارث أبيه علما و معرفة و كمالا، و فضلا، سمي بالكاظم لكظمه الغيظ، و كثرة تجاوزه و حلمه، و كان معروفا عند أهل
[ صفحه 176]
العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، و كان أعبد أهل زمانه، و أعلمهم و أسخاهم..» [41] .
38- محمد أمين السويدي البغدادي:
«موسي الكاظم هو الامام الكبير القدر الكثير الخير، كان يقوم ليله و يصوم نهاره، و سمي الكاظم لفرط تجاوزه عن المعتدين» [42] .
39- الدكتور عبدالجبار الجومرد:
«الامام الكاظم: هو موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب (ع) و كان ذا تأريخ حافل بالزهد و الورع و الكرم و دماثة الخلق، و قد لقب بالكاظم لأنه كان يحسن الي من يسي ء اليه» [43] .
40- جمال الدين الاتابكي:
«كان موسي يدعا بالعبد الصالح لعبادته، و بالكاظم لعلمه [44] ولد بالمدينة سنة ثمان أو تسع و عشرين و مائة، و كان سيدا عالما فاضلا سنيا جوادا ممدوحا مجاب الدعوة» [45] .
هذه بعض الآراء التي دونها كبار العلماء في مؤلفاتهم و هي تحمل طابع التقدير و الاكبار للامام، و قد أجمعت علي اتصاف الامام بما يلي:
1- انه أعلم أهل زمانه، و أفقههم.
2- اجتهاده في العبادة و الطاعة الي حد لا يجاريه أحد.
[ صفحه 177]
3- انه احلم الناس و اكظمهم للغيظ، و انه يقابل الجاني و المعتدي عليه بالعفو و الاحسان.
4- انه من اجود الناس و أسخاهم و أنداهم كفا فبصرره يضرب المثل و يستغني بكرمه من يصله.
5- انه باب للحوائج عند الله، و قد خصه تعالي بهذه الكرامة و منحه بهذا اللطف فضمن لمن توسل به أن يقضي حاجته و مهمته و لا يرجع الي اهله الا و هو مثلوج الفؤاد ناعم الفكر.
6- انه ذو كرامات تحار منها العقول و الالباب.
7- انه أوصل الناس لأهله و رحمه.
8- انه من أفصح الناس و أبلغهم.
9- انه امام من أئمة المسلمين و من حجج الله علي خلقه.
10- انه بلغ القمة في تواضعه و دماثة اخلاقه.
و روي المؤرخون ما يدعم هذه الظاهرة الكريمة فيه، فقالوا أنه مر برجل من اهل السواد ذميم المنظر، فسلم عليه و نزل عنده و حادثه طويلا، ثم عرض عليه القيام بحاجته، و قضاء شؤونه، وانصرف عنه، و ثقل ذلك علي بعض من صحب الامام، فأنكر عليه صنعه، و اخذ يندد بالامام قائلا له:
- يا ابن رسول الله أتنزل الي هذا، ثم تسأله حوائجه، و هو اليك أحوج؟
فغاظ ذلك الامام، وانطلق يجيبه بروح الاسلام و وعيه الذي لا يفرق بين المسلمين قائلا له:
«عبد من عبيدالله، و أخ في كتاب الله، و جار في بلاد الله، يجمعنا و اياه خير الآباء آدم، و أفضل الاديان الاسلام، و لعل الدهر يرد من حاجتنا اليه فيرانا بعد الزهو عليه متواضعين بين يديه..».
[ صفحه 178]
انه ليس من الاسلام في شي ء التفرقة بين صفوف المسلمين، فهم جميعا علي صعيد واحد، و ان اكرمهم عند الله اتقاهم.
بهذه الروح الفواحة بالايمان و التقوي كان الامام عليه السلام يعالج النفوس المريضة التي اتزعت بالانانية، و الآفات الاجتماعية.
و هذه الصفات الماثلة في الامام هي السر في عظمته، و السر في اجماع العلماء علي اكباره و اتفاق المسلمين علي محبته.
[ صفحه 181]
پاورقي
[1] دائرة المعارف لمحمد فريد وجدي: (ج 9 ص 594).
[2] ينابيع المودة: (ج 3 ص 32).
[3] مختصر أخبار الخلفاء: ص 39.
[4] مرآة الجنان: (ج 1 ص 394).
[5] مختار صفوة الصفوة: ص 152.
[6] تهذيب التهذيب: (ج 10 ص 34).
[7] أخبار الدول: 112.
[8] ميزان الاعتدال: (ج 3 ص 209).
[9] الأعلام: (ج 3 ص 108).
[10] النور الجلي في نسب النبي: ص 97، مخطوط نفيس توجد نسخة منه بخط المؤلف بمكتبة الاستاذ الشيخ علي الخاقاني.
[11] خلاصة تهذيب الكمال: (ص 334).
[12] التقريب: (ص 366).
[13] احسن القصص: (ج 4 ص 293).
[14] شرح زهر الآداب: (ج 1 ص 132).
[15] اقترع: أي اختار.
[16] الفصول المهمة: (ص 214).
[17] أعلام الوري في أعلام الهدي: (ص 178).
[18] تأريخ العلويين: (ص 157 - 158).
[19] سبك الذهب في سبك النسب، مخطوط توجد منه نسخة بمكتبة الامام كاشف الغطاء العامة.
[20] النفحة العنبرية في أنساب خير البرية: (ص 15).
[21] المناقب: (ج 2 ص 383).
[22] تحفة الأزهار و زلال الأنهار.
[23] المجدي: مخطوط نفيس بمكتبة الامام كاشف الغطاء.
[24] اسعاف الراغبين المطبوع علي هامش نور الأبصار: (ص 213).
[25] الصواعق المحرقة: (ص 121).
[26] تأريخ اليعقوبي: (ج 3 ص 145).
[27] الطبقات الكبري: (ص 33).
[28] جامع كرامات الأولياء: (ج 2 ص 229).
[29] مطالب السؤول (ص 83) طبع ايران.
[30] الارشاد: (ص 271).
[31] البحار: (ج 11 ص 265).
[32] نور الأبصار: (ص 135).
[33] النغبة: بالضم، الجرعة.
[34] الشعري: بالكسر، الكوكب الذي يطلع في الجوزاء و طلوعه في شدة الحر.
[35] الحجول: يوم مضي ء مشرق بالسرور.
[36] كشف الغمة: (ص 255).
[37] تأريخ بغداد: (ج 13 ص 27 - 28).
[38] الفقه الاسلامي مدخل لدراسة نظام المعاملات فيه: (ص 160).
[39] ينابيع المودة: (ص 362).
[40] عمدة الطالب: (ص 185).
[41] جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام: (ص 139).
[42] سبائك الذهب: (ص 73).
[43] هارون الرشيد: (ج 1 ص 177).
[44] انما لقب الامام بالكاظم لكظمه للغيظ و سعة حلمه لا لعلمه، فانه لا مناسبة بين الأمرين.
[45] النجوم الزاهرة (2 / 112).