بازگشت

نزول الماء من السماء


و من عظيم آيات الله تعالي انزاله الماء من السماء فانه من عجائب صنعه و باهر قدرته، فقد خلقه مركبا من الا و كسجين و الهيدروجين و غيرهما بنسب متفاوتة و مقادير معينة. و كل عنصر من أجزائه يختلف عن العنصر الآخر و يخالفه و جعله تعالي سببا لحياة الاجسام النامية فقال: «و جعلنا من الماء كل شي ء حيا» كما جعله تعالي سببا لحياة الانسان و سببا لرزقه و معيشته فقال: «و في السماء رزقكم و ما توعدون).

و انما كان نزول المطر حياة الارض - كما صرحت به الآية الكريمة - لأن فيها قوة الحياة الحيوانية و النباتية، و ان كانت القوة بعيدة بالقياس الي



[ صفحه 191]



الحيوانية، فاذا نزل عليها الماء ظهر فيها من العشب و الكلاء و ما شاكله من النباتات التي يعيش بها الانسان و تحيي بها دواب الأرض، أو لأنه يحصل للارض بسبب نزول المطر النبات و الازهار و الرياحين فتكسي بذلك ثوبا من الحسن و الجمال تبعث علي البهجة و المسرة لمن نظر اليها و هذا هو المراد من حياتها، و علي كل ففي ذلك آيات و شواهد علي وجود الصانع و باهر قدرته.

و لو أمعن الانسان في النبات و الزرع و ما فيهما من العجائب لآمن بقدرة الله و جمال صنعه و تدبيره، فان الزرع يخرج علي الحد الذي يحتاج اليه العباد في أوقات معلومة فما يخرج في موسم الربيع لا يدرك في الخريف و ما يخرج في الصيف لا يوجد في الشتاء، و مضافا الي ذلك تغاير الاشجار و الثمار فانها متغايرة بألوانها و طعمها و رائحتها مع أنها تسقي بماء واحد و تخرج من أرض واحدة، فلو نظر الانسان الي ذلك بعين البصيرة لآمن بربه و ما زاغ قلبه و ما خرج عن جادة الايمان.