بازگشت

الانكار علي الشيعة


والبداء الذي تلتزم به الشيعة - كما ذكرنا - لا يشذ عن القواعد العلمية و لا يخالف قاعدة اسلامية ولكن خصومهم قد شهروا به عليهم ففسروه بتفسير مجاف لما تراه الشيعة، و فيما يلي عرض لبعض الناقدين:

1- سليمان بن جرير

و نقل الشهرستاني عن سليمان بن جرير أنه قال: ان أئمة الرافضة وضعوا مقالتين لشيعتهم «الاولي» القول بالبداء، فاذا قالوا: انه سيكون لهم أمر و شوكة ثم لا يكون الامر علي ما اخبروه قالوا: بدالله تعالي فيه



[ صفحه 233]



و قد قال فيه زرارة بن أعين شعرا:



و تلك امارات تجي ء لوقتها

و مالك عما قدر الله مذهب



و لولا البدا سميته غير فائت

و نعت البدا نعت لمن يتقلب



و لولا البدا ما كان ثم تصرف

و كان كنار دهرها تتلهب



«الثانية»: التقية فكلما أرادوا شيئا تكلموا به فاذا قيل لهم هذا خطأ قالوا: انما قلناه تقية [1] .

2- الفخر الرازي

قال الرازي - عند تفسير قوله تعالي «يمحو الله ما يشاء و يثبت»: - قالت الرافضة: البداء جائز علي الله تعالي، و هو أن يعتقد شيئا ثم يظهر له أن الامر بخلاف ما اعتقده [2] .

3- احمد أمين

قال الدكتور احمد امين: «و رأينا بعض الشيعة يري البداء الذي أنكره اليهود، و أقدم من قال به المختار بن أبي عبيد: الذي كان يدعو لمحمد بن الحنفية. و يقول الشهرستاني: «انما صار المختار الي البداء لأنه كان يدعي علم ما يحدث من الاحوال اما بوحي يوحي اليه، و اما برسالة من قبل الامام، فكان اذا وعد أصحابه بكون شي ء و حدوث حادثة فان وافق كونه قوله جعله دليلا علي صدق دعواه، و ان لم يوافق قال: قد بدا لربكم. و كان لا يفرق بين النسخ و البداء، فاذا جاز النسخ في الاحكام جاز البداء في الأخبار» و قد اعتنق كثير من الشيعة مذهب البداء و طبقوه في كثير من مسائلهم التأريخية، و قال أحد أئمتهم: «لا يعبد الله بأحسن من القول بالبداء» لأنه يفتح باب التوبة في طلب العفو من الله، و كان



[ صفحه 234]



اليهود أقوي المعارضين في البداء» [3] .

و هؤلاء الناقدون للشيعة - علي مقالتهم بالبداء - لم يكن رأيهم قريبا من الواقع و ذلك لعدم وقوفهم علي حقيقة البداء الذي تذهب اليه الشيعة.


پاورقي

[1] شرح اصول الكافي نقلا عن الرازي في خاتمة كتاب المحصل.

[2] تفسير الرازي.

[3] فجر الاسلام: (ج 1 ص 354).