بازگشت

الايمان بالله


ان النفوس اذا أترعت بروح الايمان بالله فقد صفت من الذنوب و زكت من الزيغ،... فبالايمان تسود العدالة و المحبة، و تنتشر الفضيلة و المودة، و يقضي علي جميع أنواع الرذائل الاجتماعية من الظلم و الغبن و الاعتداء...

لقد بعث الله الأنبياء و الرسل الي عباده ليغرسوا في نفوسهم هذه الظاهرة



[ صفحه 237]



الكريمة، و قد تحدث الامام عنه ففضله علي جميع الأعمال و ذلك حينما سأله شخص فقال له:

- أيها العالم، اخبرني أي الأعمال أفضل عند الله؟.

- ما لا يقبل عمله الا به.

- و ما ذلك؟!!.

- الايمان بالله، الذي هو أعلي الاعمال درجة، و أسناها حظا، و أشرفها منزلة.

- اخبرني عن الايمان أقول و عمل أم قول بلا عمل؟.

- الايمان عمل كله، و القول بعض ذلك العمل بفرض من الله، بين في كتابه، واضح نوره، ثابتة حجته، يشهد به الكتاب و يدعو اليه.

- صف لي ذلك حتي أفهمه؟.

- ان للايمان حالات و درجات و طبقات و منازل، فمنه التام المنتهي تمامه، و منه الناقص البين نقصانه، و منه الزائد الراجح زيادته.

- ان الايمان ليتم و يزيد و ينقص؟!!.

- نعم.

- و كيف ذلك؟!!.

ان الله تبارك و تعالي فرض الايمان علي جوارح بني آدم، و قسمه عليها و فرقه عليها فليس من جوارحهم جارحة الا و هي موكلة من الايمان بغير ما و كلت به أختها، فمنها قلبه الذي به يعقل و يفقه و يفهم، و هو أمير بدنه الذي لا تورد الجوارح، و لا تصدر الا عن رأيه و أمره، و منها يداه اللتان يبطش بهما، و رجلاه اللتان يمشي بهما و فرجه الذي ألباه و عيناه اللتان يبصر بهما، و أذناه اللتان يسمع بهما، و فرض علي القلب غير ما فرض علي اللسان، و فرض علي اللسان غير ما فرض علي العينين، و فرض علي العينين



[ صفحه 238]



غير ما فرض علي السمع، و فرض علي السمع غير ما فرض علي اليدين، و فرض علي اليدين غير ما فرض علي الرجلين، و فرض علي الرجلين غير ما فرض علي الفرج، و فرض علي الفرج غير ما فرض علي الوجه، فأما ما فرض علي القلب من الايمان فالاقرار، و المعرفة، و التصديق، و التسليم، و العقد و الرضا بأن لا اله الا الله وحده لا شريك له، أحدا، صمدا، لم يتخذ صاحبة و لا ولدا، و ان محمدا (ص) عبده و رسوله...» [1] .


پاورقي

[1] اصول الكافي: (ج 2 ص 38 - 39).