بازگشت

العلم


و حمل أئمة اهل البيت (ع) مشعل النهضة العلمية في العالم الاسلامي، فأسسوا في حواظره معالم الحياة الفكرية، و دعوا المسلمين دعوات جادة تحمل طابع النصح و التوجيه لهم في أن يبنوا حياتهم علي اساس من الوعي العلمي، و قد ملئت موسوعات الحديث و الفقه بما أثر عنهم من أحاديث الترغيب في طلب العلم. و عني الامام موسي (ع) بهذه الدعوة الخلاقة فأمر المسلمين بالجد علي تحصيل العلم و التفقه في الدين، و حذرهم من طلب بعض العلوم التي لا يستفيدون بها في تطوير حياتهم، فقد روي المؤرخون انه دخل مسجد النبي (ص) فرأي قوما قد طافوا برجل و هم يعظمونه و يبالغون في تكريمه فقال (ع) لبعض أصحابه:

- من هذا؟

- علامة!

- و ما العلامة؟



[ صفحه 239]



- أعلم الناس بأنساب العرب و وقائعها.

- ذاك علم لا يضر من جهله، و لا ينفع من علمه.

والتفت الي اصحابه فبين لهم العلوم النافعة التي ينبغي لهم أن ينفقوا حياتهم علي تحصيلها فقال:

«انما العلم ثلاثة: آية محكمة أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، و ما خلاهن فهو فضل..».

انه ليس في علم الانساب، و لا في معرفة وقائع العرب ما يبعث علي النماء الفكري، او يصنع حضارة انسانية، او يخلق تقدما و تطورا في حياة المسلمين فهو علم لا يضر من جهله، و لا ينفع من علمه، فلذا قلل الامام من أهميته، و دعا الي صرف الوقت في غيره من سائر العلوم.

و حدث الامام عليه السلام اصحابه عما ينبغي عليهم أن يعرفوه قال (ع):

«وجدت علم الناس في أربع: «اولها» أن تعرف ربك (الثانية) أن تعرف ما صنع بك «الثالثة» ان تعرف ما أراد منك «الرابعة» أن تعرف ما يخرجك عن دينك».

و أوضح هذه الفقرات الاربعة سماحة المغفور له السيد محسن الأمين قال:

«الاولي» وجوب معرفة الله التي هي اللطف «الثانية» معرفة ما صنع بك من النعم التي يتعين عليك لأجلها الشكر و العبادة «الثالثة» أن تعرف ما أراد منك فيما أوجبه عليك، و ندبك الي فعله لتفعله علي الحد الذي اراده منك فتستحق بذلك الثواب «الرابعة» أن تعرف الشي ء الذي يخرجك عن طاعته فتجتنبه» [1] .



[ صفحه 240]




پاورقي

[1] اعيان الشيعة 4 / 57.