بازگشت

العمل


و أعلن الاسلام دعوته الاكيدة علي العمل و الكسب، قال تعالي:

«فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض» وابتغوا من فضل الله، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون» [1] .

ان الاسلام دعا الناس الي العمل، وحثهم عليه ليكونوا ايجابيين في حياتهم يتمتعون بالجد والنشاط ليفيدوا و يستفيدوا، و كره لهم الحياة السلبية والانكماش عن العمل الذي يؤدي الي عرقلة الاقتصاد، و شيوع الفقر و الحاجة في البلاد.

و قد استفاضت كتب الحديث بما أثر عن النبي (ص) و أوصيائه في الحث علي العمل، واضفاء النعوت الكريمة عليه فهو جهاد، و شرف، و عبادة و من سيرة الانبياء.

و كان أئمة أهل البيت (ع) يزاولون العمل بأنفسهم ليقتدي بهم المسلمون، فهذا الامام جعفر الصادق (ع) كان يعمل في بعض بساتينه، فقد حدث ابوعمر الشيباني قال: رأيت أباعبدالله (ع) و بيده مسحاة، و عليه ازار غليظ و العرق يتصبب منه، فقلت له:

«جعلت فداك اعطني اكفك»

فقال (ع): «اني أحب أن يتأذي الرجل بحر الشمس في طلب



[ صفحه 242]



المعيشة» [2] .

و كان الامام الكاظم (ع) يعمل لاعاشة عائلته، فقد روي الحسن بن علي بن أبي حمزة قال: رأيت أباالحسن موسي يعمل في أرض له، و قد استنقعت قدماه في العرق فقلت له:

جعلت فداك، اين الرجال؟

- يا علي، عمل باليد من هو خير مني و من أبي في أرضه.

فبهر الحسن وانطلق يقول:

- من هو؟

- رسول الله (ص) و أميرالمؤمنين و آبائي كلهم قد عملوا بأيديهم، و هو من عمل النبيين و المرسلين والصالحين» [3] .

واعطي (ع) بذلك درسا رائعا عن الاسلام من أنه دين العمل و الجد و ان الشخص مهما علت منزلته فهو مأمور بالعمل ليكف نفسه و من يعول به عما في أيدي الناس.


پاورقي

[1] سورة الجمعة: آية: 10.

[2] العمل و حقوق العامل في الاسلام ص 135.

[3] من لا يحضره الفقيه 3 / 53.