بازگشت

و لعه بالجواهر


و شغف هارون بالجواهر و الاحجار الثمينة شغفا كبيرا فبذل الاموال الطائلة لشرائها فاشتري خاتما بمائة الف دينار [1] و كان عنده قضيب زمرد أطول من ذراع، و علي رأسه تمثال طائر من ياقوت أحمر لا تقدير لثمنه نظرا لنفاسته، و قد قوم الطائر وحده بمائة الف دينار [2] و من ولعه بها أنه بعث الجوهري، جد الكندي الي صاحب سرنديب لابتياع جواهر



[ صفحه 47]



من ناحيته [3] .

و كان ينثر الجواهر علي جواريه بغير حساب، و كانت من جملة حظاياه جارية لم ترزق امرأة من الجمال مثل ما رزقته. و كان اذا اتحفهن بشي ء ردت حصتها، فكان يغتاظ من ذلك، فاتفق يوما أنه نثر عليهن جواهر لها قيم عظام فالتقطنها، و لم تمد تلك الجارية اليها يدا، ثم احضر جواهر غيرها و خيرهن، فاخترن، و قال لتلك لم لا تختارين اسوة بصويحباتك؟ قالت: ان كان لي ما اختاره فسأفعل، و أخذت بيده، و قالت له: هذا اختياري من جميع جواهر العالم، فأعجب بها و سماها خالصة [4] .

و ذكر البيهقي انه اشتري للرشيد جواهر بمائتي الف دينار فوهبه لدنانير البرمكية [5] و اقتدي به ابناؤه في اقتناء الجواهر و هبتها لمن يخلصون له، فالمأمون أعطي زوجه (بوران) ليلة زفافها الف حصاة من الياقوت و بسط لها فراشا كان الحصير منه منسوجا بالذهب مكللا بالدر و الياقوت، فكان بياض الدر يشرق علي صفرة الذهب [6] و كان الامين يشرب بأقداح من بلور كللت جوانبها بالجوهر الثمين [7] و قوم الجوهر الذي سلم من النهب عندما قتل المأمون أخاه الامين، بألف الف و مائة الف و ستة عشر الف درهم [8] هذا بالاضافة الي ما يوجد عند الحاشية و الجواري من تلك الاحجار الثمينة و قد اشتريت بالاموال الطائلة التي نهبت من بيت المال اذ لا سائل و لا محاسب



[ صفحه 48]



لهم عن تبذيرها و صرفها في غير وجهها المشروع.


پاورقي

[1] ابن الاثير: (ج 6 ص 44).

[2] مطالع البدور: (ج 2 ص 138).

[3] بين الخلفاء و الخلعاء ص 54.

[4] نفس المصدر.

[5] المحاسن و المساوي ء: ص 544.

[6] بين الخلفاء و الخلعاء ص 57 نقلا عن عيون التواريخ.

[7] المحاسن و المساوي ء: ص 362.

[8] مطالع البدور: (ج 2 ص 138).