بازگشت

انتشاره


و انتشر مبدأ الوقف و اعتنقه خلق كثير من الناس، و كان منهم عدد كبير من اصحاب الامام (ع) و رواة حديثه، و سنذكرهم بالتفصيل في «كوكبة الرواة و الاصحاب» و السبب في انتشار هذه الفكرة: ان الذين كانوا يبشرون بها قد عرفوا من قبل بحسن السيرة و الحريجة في الدين فأغروا بسطاء الشيعة بذلك و أضلوهم الي حد بعيد، كما بذلوا الاموال الطائلة بسخاء في شراء الضمائر. فقد حدث يونس بن عبدالرحمن قال: «مات أبوابراهيم موسي (ع) و ليس من قومه احد الا و عنده المال الكثير، و كان ذلك سبب وقفهم و جحدهم موته طمعا في الاموال، فكان عند زياد بن



[ صفحه 206]



مروان القندي سبعون الف دينار و عند علي أبي حمزة ثلاثون الف دينار، فلما رأيت ذلك و تبينت الحق و عرفت من امر ابي الحسن الرضا (ع) ما عرفت تكلمت و دعوت الناس اليه، فبعثا - اي زياد و علي - الي و قالا ما يدعوك الي هذا؟ ان كنت تريد المال فنحن نغنيك، و ضمنا لي عشرة آلاف دينار و قالا لي: كف فأبيت و قلت لهما: انا روينا عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا اذا ظهرت البدع فعلي العالم ان يظهر علمه، فان لم يفعل سلب نور الايمان، و ما كنت لأدع الجهاد في امر الله علي كل حال، فناصباني واضمرا لي العداوة» [1] .

بمثل هذه الاساليب و المغريات انتشر مبدأ الوقف، ولكن ما لبث ان تحطم و انكشف زيفه للمؤمنين، و ظهر دجل دعاته.


پاورقي

[1] البحار: 11 / 308.