بازگشت

شجب الأئمة لهم


وردت اخبار كثيرة من أئمة اهل البيت (ع) في شجب فكرة الوقف و الطعن بقادته ورد احاديثهم، و تحذير الناس من اضاليلهم. فقد ذكر الحكم ابن العيص قال: دخلت مع خالي سليمان بن خالد علي ابي عبدالله (ع) فقال الامام:

- من هذا الغلام؟ - و أشار لي -

- ابن أختي

- هل يعرف هذا الأمر؟ - يعني الامامة -

- نعم!

- الحمد لله الذي لم يخلقه شيطانا، أعوذ ولدك بالله من فتنة شيعتنا

- و ما تلك الفتنة؟



[ صفحه 207]



- انكارهم الأئمة و وقوفهم علي ابني موسي، ينكرون موته و يزعمون انه لا امام بعده، اولئك شر الخلق [1] .

و قال الامام موسي (ع) لعلي بن ابي حمزة البطايني احد اعلام الواقفية «يا علي! انما أنت و اصحابك اشباه الحمير» [2] و دخل محمد بن الفضيل علي الامام ابي الحسن الرضا (ع). فالتفت له محمد قائلا:

«جعلت فداك، اني خلفت ابن أبي حمزة و ابن مهران و ابن أبي سعيد - و هم زعماء الواقفية - اشد اهل الدنيا عداوة لله تعالي» فقال له الامام: «ما ضرك من ضل اذا اهتديت، انهم كذبوا رسول الله (ص) و كذبوا فلانا و فلانا، و كذبوا جعفر و موسي (ع) ولي بآبائي أسوة.

- جعلت فداك، انك قلت لابن مهران: أذهب الله نور قلبك و أدخل الفقر بيتك.

- كيف حاله و حال اخوانه؟

- يا سيدي! هم بأشد حال مكروبون ببغداد، لم يقدر الحسين أن يخرج الي العمرة» [3] .

و كتب بعض الشيعة الي الامام الرضا (ع) يسأله عن الواقفة، فأجابه (ع) «الواقف حائد عن الحق و مقيم علي سيئة، ان مات بها كانت جهنم مأواه و بئس المصير» [4] و سأله بعضهم عن جواز اعطاء الزكاة لهم. فنهاه عن ذلك و قال: «انهم كفار مشركون زنادقة» [5] و وردت اخبار كثيرة



[ صفحه 208]



من اهل البيت عليهم السلام في ذمهم و القدح في رواياتهم و لزوم الابتعاد عنهم، و انهم مشركون لا صلة لهم بالاسلام و لا علاقة لهم بأهل البيت، و علي هذا فلا ينبغي عد هذه الطائفة و لا بعض الطوائف المتقدمة من الشيعة فان بعضها قد أنكر بعض أصول الدين، كالخطابية الذين زعموا بأن الامام الصادق (ع) أرسل أباالخطاب نبيا الي الناس، و مع هذا كيف يصح عد هذه الفرقة و أمئالها من الشيعة التي تعبد الله وحده لا شريك له، و تعتقد بأن النبي محمد (ص) هو خاتم النبيين و سيد المرسلين، ان عد بعض هذه الطوائف التي لا تقول بالتوحيد من فرق الشيعة انما هو ظلم صارخ لهذه الطائفة التي اعتنقت الاسلام و آمنت بجميع ما انزل الله، و بذلت المزيد من الجهود في سبيل اعلاء كلمة التوحيد.

و علي اي حال، فان الواقفية لسوء حالهم و ازدراء أهل البيت بهم لقبوا بالممطورة تشبيها لهم بالكلاب، و انهم انما ابتدعوا فكرة الوقف طمعا بالأموال التي اختلسوها من الشيعة، و قد بادت هذه الطائفة و اندرست معالمها و آثارها.

هذه بعض الفرق التي حسبت علي الشيعة و عدت منها، و هناك بعض الفرق الأخري نشأت و نمت في ذلك العصر و ما بعده، و ان اكثرها لا يلتقي مع مبدأ التشيع الذي بني علي التوحيد و الايمان بجميع ما جاء به الاسلام


پاورقي

[1] تنقيح المقال: 1 / 359 - 360.

[2] البحار: 12 / 309.

[3] الكشي.

[4] البحار: 12 / 309.

[5] نفس المصدر.