بازگشت

الاتهام بالتشيع


و ذهب فريق من المؤرخين الي أن العامل الوحيد في نكبة البرامكة هو ميلهم الي العلويين، فقد ذكر الطبري عن أبي محمد اليزيدي الذي كان من أعلم الناس بالبرامكة انه قال: «من قال ان الرشيد قتل جعفر بغير



[ صفحه 216]



سبب يحيي بن عبدالله فلا تصدقه». و ذكر الجهشياري: «أن الرشيد اتهم يحيي بميله الي يحيي العلوي، و انه أمده بمئتي ألف دينار ابان ثورته» [1] و ذكر صاحب الأغاني: «ان البرامكة يكرهون تعصب الرشيد علي العلويين، و يعدون عمله حراما» [2] .

و هذا القول كالأول في ضعفه، فان البرامكة كانوا يتقربون الي الرشيد يالسعي علي العلويين، و كانوا من المسببين لسجن الامام (ع) و قتله. و قد روي الصدوق عن صفوان بن معن: أن يحيي البرمكي لم يكتف باغرائه للرشيد في قتل الامام الكاظم (ع)، فأغراه بقتل الامام الرضا (ع) فقال له هارون: أما يغنينا ما صنعنا بأبيه؟ أتريد أن نقتلهم جميعا؟! [3] .

و قال السيد نعمة الله الجزائري: «ان السبب الحقيقي في هلاك البرامكة هو دعاء أبي الحسن الرضا (ع) عليهم في موقف عرفة، لأنهم سعوا بأبيه الكاظم (ع)» [4] .

ان البرامكة من دون شك لا يحملون أي طابع من الود للعلويين، و قد أسرفوا في التنكيل بهم باستثناء الفضل بن يحيي، فانه كان يميل الي الامام الكاظم (ع)، و قد رفه عليه حينما كان بالبصرة في سجنه، و هو الذي سمح ليحيي العلوي بالوفادة الي بيت الله الحرام، و لعل القول بميلهم الي التشيع جاء بسببه.



[ صفحه 217]




پاورقي

[1] الجهشياري: ص 243.

[2] التمدن الاسلامي: 4 / 146.

[3] عيون أخبار الرضا، صحيفة الابرار: 2 / 396.

[4] زهر الربيع: ص 205.